للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي المعنى نفسه قال ابن زيد: " كان الناس كلهم فيهم ملوكٌ تدفع بعضَهم عن بعض. قال: ولم يكن في العرب ملوكٌ تدفع بعضهم عن بعض، فجعل الله تعالى لهم البيت الحرام قيامًا، يُدْفع بعضُهم عن بعض به، والشهر الحرام كذلك يدفع الله بعضهم عن بعض بالأشهر الحرم، والقلائد. قال: ويلقَى الرجل قاتل أخيه أو ابن عمه فلا يعرض له. وهذا كله قد نُسِخ" (١).

والرابع: قوام دنيا وقوام دين، قاله حميد الأرقط (٢).

والخامس: قياما للناس، أي: مما أمروا أن يقوموا بالفرض فيه، ذكره الزجاج (٣).

والسادس: قياما لمعايشهم ومكاسبهم بما يحصل لهم من التجارة عندها، ذكره بعض المفسرين (٤).

والسابع: يعني: صلاحاً لهم، قاله سعيد بن جبير (٥).

قال الطبري: " وهذه الأقوال وإن أختلفت من قائليها ألفاظُها، فإن معانيها آيلةٌ إلى ما قلنا في ذلك، من أن «القوام» للشيء، هو الذي به صلاحه، كما الملك الأعظم، قوامُ رعيته ومن في سلطانه، لأنه مدبِّر أمرهم، وحاجز ظالمهم عن مظلومهم، والدافع عنهم مكروه من بغاهم وعاداهم. وكذلك كانت الكعبة والشهرُ الحرام والهدي والقلائد، قوامَ أمر العرب الذي كان به صلاحهم في الجاهلية، وهي في الإسلام لأهله معالمُ حجهم ومناسكهم، ومتوجَّههم لصلاتهم، وقبلتهم التي باستقبالها يتمُّ فرضُهم" (٦).

قال الزمخشري: " {قياما للناس}، انتعاشا لهم في أمر دينهم ودنياهم، ونهوضا إلى أغراضهم ومقاصدهم في معاشهم ومعادهم، لما يتم لهم من أمر حجهم وعمرتهم وتجارتهم، وأنواع منافعهم" (٧).


(١) اخرجه الطبري (١٢٧٩١): ص ١١/ ٩٣.
(٢) انظر: تفسير الطبري: ١١/ ٩٠، ومجاز القرآن: ١/ ١٧٧.
(٣) انظر: معاني القرآن: ٢/ ٢١٠.
(٤) انظر: النكت والعيون: ٢/ ٧٠، وزاد المسير: ١/ ٥٨٩.
(٥) انظر: تفسير الطبري (١٢٧٨٣): ص ١١/ ٩١.
(٦) تفسير الطبري: ١١/ ٩٢ - ٩٣.
(٧) الكشاف: ١/ ٦٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>