للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - إثبات الحكمة في أحكام الله عزّ وجل، لقوله: {ذلك لتعلموا}، واللام هنا للتعليل، ويتفرغ من ذلك أن كل ما شرعه الله أو فعله فهو لحكمة.

٥ - التحذير من مخالفة الله عزّ وجل، وجهه إثبات العلم في قوله: {يعلم ما في السماوات وما في الأرض}، وفيه أيضا إثبات أن السماوات ذات عدد، وهذا العدد في ادلة أخرى أنه سبع سماوات.

٦ - بيان عظيم تدبير الله تعالى لخلقه، إذ أمّن مصالح قريش والعرب فأوجد لهم أمناً واستقراراً وتبع ذلك هناءة عيش وطيب حياة بما ألقى في قلوب عباده من احترام وتعظيم للبيت الحرام والشهر الحرام، والهدي والقلائد، الأمر الذي لا يقدر عليه إلا الله.

٧ - ومن أسمائه «العليم»، والْعِلْمُ صفةٌ ذاتيةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجلَّ، ، فهو سبحانه «العليم» المحيط علمه بكل شيء، فلا يخفى عليه شيء من الأشياء (١).

قال الخطابي: " «العليم»: هو العالم بالسرائر والخفيات التي لا يدركها علم الخلق" (٢).

القرآن

{اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩٨)} [المائدة: ٩٨]

التفسير:

اعلموا -أيها الناس- أن الله جل وعلا شديد العقاب لمن عصاه، وأن الله غفور رحيم لمن تاب وأناب.

سبب النزول:

وقال مقاتل: " ثم خوفهم ألا يستحلوا الغارة في حجاج اليمامة، يعني: شريحا وأصحابه فقال: {اعلموا أن الله شديد العقاب} إذا عاقب" (٣).

قوله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: ٩٨]، أي: " اعلموا -أيها الناس- أن الله جل وعلا شديد العقاب لمن عصاه" (٤).

قال الزمخشري: أي: "لمن انتهك محارمه" (٥).

قال ابن ابي زمنين: أي: " لمن أراد أن ينتقم منه" (٦).


(١) انظر: شرح العقيدة الواسطية، لابن عثيمين: ١/ ١٨٨.
(٢) شأن الدعاء: ٥٧.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٥٠٧.
(٤) التفسير الميسر: ١٢٤.
(٥) الكشاف: ١/ ٦٨٢.
(٦) تفسير ابن أبي زمنين: ٢/ ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>