للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و «الرحيم»: أي: ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء (١).

قال الشيخ ابن عثيمين: " «الرحيم»: أي الموصل للرحمة من يشاء من عباده" (٢).

القرآن

{مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (٩٩)} [المائدة: ٩٩]

التفسير:

يبيِّن الله تعالى أن مهمة رسوله صلى الله عليه وسلم هداية الدلالة والتبليغ، وبيد الله -وحده- هداية التوفيق، وأن ما تنطوي عليه نفوس الناس مما يُسرون أو يعلنون من الهداية أو الضلال يعلمه الله.

سبب النزول:

قال مقاتل: "ثم قال- عز وجل-: {ما على الرسول} محمد- صلى الله عليه وسلم- {إلا البلاغ} في أمر حجاج اليمامة شريح بن ضبيعة وأصحابه، {والله يعلم ما تبدون}، يعني: ما تعلنون بألسنتكم و {ما تكتمون}، من أمر حجاج اليمامة والغارة عليهم" (٣).

قوله تعالى: {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ} [المائدة: ٩٩]، أي: " أي ليس على الرسول إلا أداء الرسالة وتبليغ الشريعة" (٤).

قال السمرقندي: " يعني: أن الرسول ليس عليه طلب سرائرهم، وإنما عليه بتبليغ الرسالة" (٥).

قال الطبري: " وهذا من الله تعالى ذكره تهديد لعباده ووعيد. يقول تعالى ذكره: ليس على رسولنا الذي أرسلناه إليكم، أيها الناس، بإنذاركم عقابَنا بين يدي عذاب شديد، وإعذارنا إليكم بما فيه قطع حججكم إلا أن يؤدي إليكم رسالتنا، ثم إلينا الثواب على الطاعة، وعلينا العقاب على المعصية" (٦).


(١) انظر: تفسير ابن عثيمين: الفاتحة والبقرة: ١/ ١٨٨، وشرح أسماء الحسنى في ضوء الكتاب والسنة: ٨٤.
(٢) تفسير ابن عثيمين الفاتحة والبقرة: ١/ ٥.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٥٠٧.
(٤) صفوة التفاسير: ١/ ٣٤٠.
(٥) بحر العلوم: ١/ ٤٢١.
(٦) تفسير الطبري: ١١/ ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>