للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو حيان: " لما تقدم الترغيب والترهيب أخبر تعالى أنه كلف رسوله بالتبليغ وهو توصيل الأحكام إلى أمته وهذا فيه تشديد على إيجاب القيام بما أمر به تعالى، وأن الرسول قد فرغ مما وجب عليه من التبليغ وقامت عليه الحجة ولزمتكم الطاعة فلا عذر لكم في التفريط" (١).

قال ابن عطية: " قوله تعالى: {ما على الرسول إلا البلاغ}، إخبار للمؤمنين فلا يتصور أن يقال هي آية موادعة منسوخة بآيات القتال، بل هذه حال من آمن وشهد شهادة الحق. فإنه إذ قد عصم من الرسول ماله ودمه، فليس على الرسول في جهته أكثر من التبليغ" (٢).

قال الزمخشري: قوله: {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ}، " تشديد في إيجاب القيام بما أمر به، وأن الرسول قد فرغ مما وجب عليه من التبليغ، وقامت عليكم الحجة، ولزمتكم الطاعة، فلا عذر لكم في التفريط" (٣).

قال القرطبي: " أي: ليس له الهداية والتوفيق ولا الثواب، وإنما عليه البلاغ وفي هذا رد على القدرية كما تقدم. وأصله البلاغ البلوغ، وهو الوصول. بلغ يبلغ بلوغا، وأبلغه إبلاغا، وتبلغ تبلغا، وبالغه مبالغة، وبلغه تبليغا، ومنه البلاغة، لأنها إيصال المعنى إلى النفس في حسن صورة من اللفظ. وتبالغ الرجل إذا تعاطى البلاغة وليس ببليغ، وفي هذا بلاغ أي كفاية، لأنه يبلغ مقدار الحاجة" (٤).

قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُون} [المائدة: ٩٩]، أي: " والله لا يخفى عليه شيء من أحوالكم وأعمالكم وسيجازيكم عليها" (٥).

قال محمد بن إسحاق: {وما تكتمون}، أي: ما تخفون" (٦).

قال السمرقندي: أي: "والله تعالى هو الذي يعلم سرائرهم" (٧).


(١) البحر المحيط: ٤/ ٣٧٤.
(٢) المحرر الوجيز: ٢/ ٢٤٤.
(٣) الكشاف: ١/ ٦٨٢.
(٤) تفسير القرطبي: ٦/ ٣٢٧.
(٥) صفوة التفاسير: ١/ ٣٤٠.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم (٦٨٦٩): ص ٤/ ١٢١٦.
(٧) بحر العلوم: ١/ ٤٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>