للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال سعيد بن جبير: " {فاتقوا الله}، يعني: المؤمنين يحذرهم" (١)، " {يا أولي الألباب}، يقول: من كان له لب أو عقل" (٢).

قال الطبري: أي: " واتقوا الله بطاعته فيما أمركم ونهاكم، واحذروا أن يستحوذ عليكم الشيطان بإعجابكم كثرة الخبيث، فتصيروا منهم، {يا أولي الألباب}، يعني: بذلك أهلَ العقول والحِجَى، الذين عقلوا عن الله آياته، وعرفوا مواقع حججه" (٣).

قال ابن كثير: " أي: يا ذوي العقول الصحيحة المستقيمة، وتجنبوا الحرام ودعوه، واقنعوا بالحلال واكتفوا به" (٤).

قال السمرقندي: أي: " لا تستحلوا ما حرم الله عليكم، يا ذوي العقول" (٥).

قال الزمخشري: أي: " فاتقوا الله وآثروا الطيب، وإن قل، على الخبيث وإن كثر" (٦).

وقال الثعلبي: أي: " ولا تتعرضوا للحجاج وإن كانوا مشركين" (٧).

قال ابن عطية: " قوله تعالى: {فاتقوا الله يا أولي الألباب}، تنبيه على لزوم الطيب في المعتقد والعمل، وخص أولي الألباب بالذكر لأنهم المتقدمون في ميز هذه الأمور والذي لا ينبغي لهم إهمالها مع البهائم وإدراكهم وكأن الإشارة بهذه الألباب إلى لب التجربة الذي يزيد على لب التكليف بالحنكة والفطنة المستنبطة والنظر البعيد (٨).

قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: ١٠٠]، أي: " لتفلحوا بنيل المقصود الأعظم، وهو رضا الله تعالى والفوز بالجنة" (٩).

قال ابن كثير: " أي: في الدنيا والآخرة" (١٠).

قال السمرقندي: " يعني: تأمنون من عذابه" (١١).


(١) اخرجه ابن أبي حاتم (٦٨٧٣): ص ٤/ ١٢١٧.
(٢) اخرجه ابن أبي حاتم (٦٨٧٤): ص ٤/ ١٢١٧.
(٣) تفسير الطبري: ١١/ ٩٧.
(٤) تفسير ابن كثير: ٣/ ٢٠٣.
(٥) بحر العلوم: ١/ ٤٢١.
(٦) الكشاف: ١/ ٦٨٢.
(٧) تفسير الثعلبي: ٤/ ١١٣.
(٨) المحرر الوجيز: ٢/ ٢٤٥.
(٩) التفسير الميسر: ١٢٤.
(١٠) تفسير ابن كثير: ٣/ ٢٠٣.
(١١) بحر العلوم: ١/ ٤٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>