للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الطبري: " يقول: اتقوا الله لتفلحوا، أي: كي تنجحوا في طلبكم ما عنده" (١).

الفوائد:

١ - انه لايستوي الخبيث والطيب عند الله عزّ وجل ولا عند أصحاب العقول، وهذا من مراتبهم عند الله وعند ذوي العقول، وأما فيما يعملون من امور الدنيا فإنه قد يكون الخبيث أكثر من الطيب عملا، كما هو المشاهد الآن، فإن الدول الكافرة أقدم من الدول المسلمة فيما يتعلق بأمور الدنيا.

٢ - أن الاعتبار بالكيف وليس بالكم، لقوله: {ولو أعجبك كثرة الخبيث}.

٣ - ومنها ان الإنسان قد يعجب بما ليس محلا للإعجاب، لقوله: {ولو أعجبك كثرة الخبيث}.

٤ - وجوب تقوى الله عزّ وجل، وأن الذين يخاطبون بالتقوى وبمثل هذه الاحكام العظيمة هم اصحاب العقول.

٥ - ومنها: أن المؤمن خير من المشرك؛ ولو كان في المشرك من الأوصاف ما يعجب؛ لقوله تعالى: {قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث} [المائدة: ١٠٠]؛ فلا تغتر بالكثرة؛ ولا تغتر بالمهارة؛ ولا بالجودة؛ ولا بالفصاحة؛ ولا بغير ذلك؛ ارجع إلى الأوصاف الشرعية المقصودة شرعاً.

٦ - ان التقوى سبب للفلاح، لقوله: {لعلكم تفلحون}.

القرآن

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (١٠١)} [المائدة: ١٠١]

التفسير:


(١) تفسير الطبري: ١١/ ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>