للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ} [المائدة: ١٠٢]، أي: " إن مثل تلك الأسئلة قد سألها قومٌ مِن قبلكم رسلَهم" (١).

قال الطبري: أي: " قد سأل الآيات قومٌ من قبلكم" (٢).

قال ابن كثير: "أي: قد سأل هذه المسائل المنهي عنها قومٌ من قبلكم" (٣).

قال ابن عطية: أي: "أن هذه السؤالات التي هي تعنيتات وطلب شطط واقتراحات ومباحثات قد سألتها قبلكم الأمم" (٤).

في هؤلاء القوم أربعة أقوال:

أحدها: قوم عيسى سألوه المائدة، ثم كفروا بها، قاله ابن عباس (٥).

والثاني: أنهم قريش سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يحوِّل لهم الصفا ذهباً، قاله السدي (٦).

قال ابن عطية: " وإنما يتجه في قريش مثالا سؤالهم آية، فلما شق لهم القمر كفروا، وهذا المعنى إنما يقال لمن سأل النبي عليه السلام أين ناقتي؟ وكما قال له الأعرابي ما في بطن ناقتي هذه؟ فأما من سأله عن الحج أفي كل عام هو؟ فلا يفسر قوله قد سألها قوم الآية بهذه الأمثلة بل بأن الأمم قديما طلبت التعمق في الدين من أنبيائها ثم لم تف بما كلفت" (٧).

والثالث: أنهم قوم صالح سألوا الناقة، ثم عقروها وكفروا به.

قلت: وعلى هذه الاقوال الثلاثة أنهم سألوا الآيات.

والرابع: أن القوم هم الذين سألوا في شأن البقرة وذبحها، فلو ذبحوا بقرة لأجزأت، ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم، قاله ابن زيد (٨).

قال ابن الجوزي: " وهذا يخرج على سؤال من سأل عن الحج، إذ لو أراد الله أن يشدد عليهم بالزيادة في الفرض لشدد" (٩).


(١) التفسير الميسر: ١٢٤.
(٢) تفسيرالطبري: ١١/ ١١٥.
(٣) تفسير ابن كثير: ٣/ ٢٠٧.
(٤) المحرر الوجيز: ٢/ ٢٤٧.
(٥) انظر: تفسير الطبري (١٢٨١٧): ص ١١/ ١١٦.
(٦) انظر: تفسير الطبري (١٢٨١٨): ص ١١/ ١١٦.
(٧) المحرر الوجيز: ٢/ ٢٤٧.
(٨) انظر: زاد المسير: ١/ ٥٩٢.
(٩) زاد المسير: ١/ ٥٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>