للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخامس: أنهم الذين قالوا لنبي لهم: ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله، وهذا عن ابن زيد أيضا (١).

قال ابن الجوزي: "وهو يخرج على من قال: إنما سألوا عن الجهاد والفرائض تمنيا لذلك" (٢).

والسادس: أنهم القوم الذين سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مَنْ أبي؟ ونحوه، فلما أخبرهم به أنكروه وكفروا به، قاله بعض المتأخرين (٣).

قال ابن العربي: " والصحيح أنه عام في الكل، ولقد كفرت العيسوية بعيسى وبالمائدة، والصالحية بالناقة، والمكية بكل ما شهدت من آية، وعاينت من معجزة مما سألته ومما لم تسأله على كثرتها؛ وهذا تحذير مما وقع فيه من سبق من الأمم" (٤).

وقرأ عامة الناس: «قد سألها» بفتح السين. وقرأ إبراهيم النخعي: «قد سألها» بكسر السين، والمراد بهذه القراءة الإمالة، وذلك على لغة من قال سلت تسأل، وحكي عن العرب هما يتساولان، فهذا يعطي هذه اللغة هي من الواو لا من الهمزة فالإمالة إنما أريدت وساغ ذلك لانكسار ما قبل اللام في سلت كما جاءت الإمالة في خاف لمجيء الكسرة في خاء خفت (٥).

قوله تعالى: {ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ} [المائدة: ١٠٢]، أي: " فلما أُمِروا بها جحدوها، ولم ينفذوها" (٦).

قال ابن عطية: أي: " ثم كفروا بها" (٧).

قال البغوي: أي: " فأهلكوا" (٨).

قال ابن كثير: أي: " أجيبوا عنها ثم لم يؤمنوا بها، فأصبحوا بها كافرين، أي: بسببها، أي: بينت لهم ولم ينتفعوا بها لأنهم لم يسألوا على وجه الاسترشاد، وإنما سألوا على وجه التعنت والعناد" (٩).


(١) انظر: زاد المسير: ١/ ٥٩٢.
(٢) زاد المسير: ١/ ٥٩٢.
(٣) انظر: النكت والعيون: ٢/ ٧٢.
(٤) أحكام القرآن: ٢/ ٢١٥.
(٥) انظر: المحرر الوجيز: ٢/ ٢٤٦.
(٦) التفسير الميسر: ١٢٤.
(٧) المحرر الوجيز: ٢/ ٢٤٧.
(٨) تفسير البغوي: ٣/ ١٠٦.
(٩) تفسير ابن كثير: ٣/ ٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>