للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التفسير:

وخافوا أهوال يوم الحساب إذ لا تغني نفس عن نفس شيئًا، ولا يقبل الله منها فدية تنجيها من العذاب، ولا تنفعها وساطة، ولا أحد ينصرها.

في سبب نزول الآية: قال الزجاج: " كانت إليهود تزعم أن آباءَها الأنبياء تشفع لها عند الله فأيئَسُهم اللَّه من ذلك" (١).

قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا} [البقرة: ١٢٣]، أي: "اتخذوا وقاية من هذا اليوم بالاستعداد له بطاعة الله" (٢)، وهو يوم القيامة.

قال الثعلبي: " أي واحذروا يوما واخشوا يوما" (٣).

قال البغوي: أي: " واخشوا عقاب يوم" (٤).

قال الصابوني: " أي خافوا ذلك اليوم الرهيب الذي" (٥).

قوله تعالى: {لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: ١٢٣]، "أي لا تغني نفس عن نفس شيئاً" (٦).

قال الصابوني: أي: " لا تقضي فيه نفسٌ عن أخرى شيئاً من الحقوق" (٧).

قال أبو العالية: "يعني: لا تغني نفس مؤمنة عن نفس كافرة من المنفعة شيئا" (٨).

قال الطبري: أي"لا تقضي نفس عن نفس حقا لزمها لله جل ثناؤه ولا لغيره" (٩).

قال الثعلبي: " أي لا تقضي ولا تكفي ولا تغني" (١٠).

قال ابن أبي زمنين: " أي: لا تغني" (١١).

قال الواحدي: " أي لا يقابل مكروهها بشيء يدرؤه عنها. و {لا تجزي}، معناه: لا تقضي ولا يغني، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بردة بن نِيَار: "ولا تجزي عن أحد بعدك" (١٢)، معناه: ولا تقضي" (١٣).

قال القرطبي: "فمعنى لا تجزي: لا تقضي ولا تغني ولا تكفي إن لم يكن عليها شي فإن كان فإنها تجزي وتقضي وتغني بغير اختيارها من حسناتها ما عليها من الحقوق" (١٤).

قال ابن عثيمين: " فليس تفضيل آبائكم على العالمين بمغنٍ عنكم شيئاً؛ لا تقولوا: لنا آباء مفضلون على العالمين، وسَنَسْلَم بهم من النار، أو من عذاب هذا اليوم" (١٥).


(١) معاني القرآن: ١/ ١٢٨، وانظر: العجاب: ١/ ٢٥٥ - ٢٥٦.
(٢) تفسير ابن عثيمين: ١/ ١٧٢.
(٣) تفسير الثعلبي: ١/ ١٩٠.
(٤) تفسير البغوي: ١/ ٩٠.
(٥) صفوة التفاسير: ١/ ٤٨.
(٦) تفسير ابن عثيمين: ٢/ ٣٨.
(٧) صفوة التفاسير: ١/ ٤٨.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٩٩): ص ١/ ١٠٤.
(٩) تفسير الطبري: ٢/ ٣٢.
(١٠) تفسير الثعلبي: ١/ ١٩٠.
(١١) تفسير ابن أبي زمنين: ١/ ١٧٥.
(١٢) قطعة من حديث في قصة أبي بردة بن نِيَار، حينما ذبح قبل صلاة العيد، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم أن يضحي بالجذعة المعزى. أخرجه البخاري في عدة مواضع، فأورده (٩٥٥) كتاب (العيدين) باب (الأكل يوم النحر). و (٩٦٥) باب (الخطبة بعد العيد)، و (٩٦٨) باب: (التبكير إلى العيد)، و (٩٨٣) باب (كلام الإمام والناس في خطبة العيد). و (٥٥٤٥) كتاب (الأضاحي) باب (سنة الأضحية)، و (٥٥٥٦) باب (قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بردة ضح بالجذع من المعز)، و (٥٥٦٠) باب (الذبح بعد الصلاة). و (٥٥٦٣) باب (من ذبح قبل صلاة وأعاد). أخرجه مسلم من عدة طرق (١٩٦١) كتاب الأضاحي، وأخرجه أبو داود (٢٨٠٠) كتاب: (الأضاحي) باب (ما يجوز من السن في الضحايا)، وأحمد في "مسنده" ٤/ ٢٨٢، ٢٩٨، ٣٠٣ كلهم عن البراء.
(١٣) التفسير البسيط: ٢/ ٤٦٧ - ٤٦٨. وذكره أبو عبيد عن الأصمعي. "غريب الحديث" ١/ ٤٣، وانظر: "تهذيب اللغة" (جزى) ١/ ٦٠١.
(١٤) تفسير القرطبي: ١/ ٣٧٨.
(١٥) تفسير ابن عثيمين: ٢/ ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>