رجْمًا شديدًا، وفيه شرائفُ وأطفال، ثم ساروا إلى بيت بعض وزراءِ الخليفة لا لذنبٍ إلَّا لكونه ينافسُه ذلك الوزيرُ الرافضي، وكونِه ينتسبُ إلى بعض بطونِ قريش، فرجَمُوه رجْمًا شديدًا، ثم كسَروا بعضَ أبوابه ودخلوا، وكادوا يصلون إلى من فيه، لولا أنه حَماهُ جماعةٌ بالرمي بالبنادق وآخرون بالسلاح.
ويتَّصلُ ببيتِ هذا الوزير المرجوم بيتُ وزيرٍ آخَرَ مِنْ أهل العلم، فرجَموه، ورجَمَهم مَنْ في بيت الوزير، حتى أصابوا جماعةً منهم، فتركوه.
وسببُ رجْمهم لبيتِ الوزير هذا أنه من جُملةِ مَنْ يتظهَّرُ بعِلم السُّنة.
ثم لما كاد ينقضي الليلُ، فارقوا ما هم فيه، وقد أثاروا فتنةً عظيمةً، ومحنةً شديدة.
ولمَّا كان النهارُ جَمع الخليفةُ أعوانه، وطَلبني واستشارني؛ فأشرتُ عليه بأن يَحبس أولئك المدرِّسين الذين أثاروا الفتنةَ في الجامع، بسبب ما يَصدُرُ منهم من نكايةِ القلوب وإثارةِ العوام، فحَبَسهم، ثم أشرتُ عليه بأن يأمرَ بتتبُّعِ أولئك الذين رجَموا البيوت، وفعلوا تلك الأفاعيل، ومَن وجدوه حَبَسوه، ويأمرُ بتتبُّعِ جماعةٍ من شياطين الفقهاء المُثيرين للفتنة، ففعل، وحُبسوا جميعًا.
ولكنْ لم يَنصحْ والي مدينة «صنعاء»؛ لموافقته للوزير الرافضيِّ في الرفض، ومهابتِه له، ووقوفِه عند ما يختارُه ويرتضيه.
وبعد أن اجتمع في الحبس جماعةٌ كثيرةٌ من هؤلاء، أرسل الإمامُ حفظه اللَّه لجماعةٍ من شياطِينهم المباشِرين للفتنة من الفقهاء، فجيء بهم من الحبس إليه، وضربهم بالعِصِيِّ تحت داره، وهو ينظر، ثم أرسل في اليوم