(٢) قال العسكري: «هو مثلٌ يُضرب لما يُنال بالمشقة ويوصَلُ إليه بالتعب». «جمهرة الأمثال» (١١٨٩)، وقال الميداني: «قال المفضل: إن أولَ مَنْ قال ذلك خالد بن الوليد؛ لمَّا بَعَثَ إليه أبو بكر ﵄ وهو باليمامة: أن سِرْ إلى العراق، فأرادَ سُلوكَ المَفازة، فقال له رافعٌ الطائي: قد سلكتُها في الجاهلية، وهى خِمسٌ للإبل الواردة، ولا أظنُّك تقدِرُ عليها إلَّا أن تَحمل من الماء. ثم سَقَاها الماء حتى رَوِيت، ثم كتَبها، وكَعَم أفواهها، ثم سلك المَفَازة، حتى إذا مضى يومانِ وخاف العطَشَ على الناس والخيلِ، وخَشِيَ أن يذهب ما في بطون الإبل نحَرَ الإبلَ، واستخرج ما في بطونها من الماء، ومضى فلما كان في الليلة الرابعة قال رافع: انْظُرُوا هل تَرَوْنَ سِدْرًا عِظامًا؟ فإن رأيتموها وإلَّا فهو الهلاك. فنظر الناسُ، فرأوا السِّدْر، فأخبروه، فكبَّر وكَبَّر الناس، ثم هجموا على الماء، فقال خالد: فَوَّزَ من قُرَاقِر إلى سُوَى … للَّهِ دَرُّ رَافِعٍ أنَّى اهْتَدَى ما سَارَهَا من قبله إنْسٌ يُرَى … خِمْسًا إذا سار بِه الجيشُ بَكَى وَتَنْجَلِي عَنهُمُ غَياباتُ الْكَرَى … عِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَى يُضرب للرجل يحتمل المَشَّقةَ رَجاءَ الراحة». «مجمع الأمثال» (رقم: ٢٣٨٢).