للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منهم أو يُلزموا تقليدَه وقبولَ قوله (١): فقد فُزتَ بأعظمِ فوائدِ العلم، ورَبِحتَ بأنفَسِ فرائدِه (٢).

ولأمرٍ ما جَعل رسولُ اللَّه المُنصفَ أعلمَ الناس وإن كان مقصِّرًا؛ فإنه أخرج الحاكمُ في «المستدرك» وصحَّحه مرفوعًا: «أعرَفُ الناس أبصرُهم بالحق إذا اختلف الناسُ، وإنْ كان مقصِّرًا في العمل، وإن كان يزحَفُ على اسْتِه» (٣).

هكذا في حِفظي، فليُراجع «المستدرك» (٤).

فانظر كيف جَعل المنصفَ أعلم الناس، وجعل ذلك هو الخَصلةَ الموجبةَ للأعلميَّة ولم يَعتبر غيرَها؛ وإنما كان أبصرَ الناس بالحق إذا اختلف الناس لأنه لم يكن لديه هوًى ولا حَميَّةٌ ولا عصبيةٌ لمذهبٍ من


(١) في المطبوعات: «أو يلزمه تقليدُه»!! ولعلَّ الأصحَّ ما أثبتُّه، واللَّهُ تعالى أعلم.
(٢) الفرائد: جمع «فريدة»، وهي النفائسُ العزيزة.
(٣) حسن: رواه الحاكم (٢/ ٤٧٩)، والطبراني في «الكبير» (١٠٣٥٧) و (١٠٥٣١)، وفي «الأوسط» (١١، ٢١)، و «الصغير» (٢٢٣، ٢٢٤)، والطيالسي في «مسنده» (٣٧٦)، والبيهقي في «الشُّعَب» (٧/ ٦٩)، وابن جرير في «التفسير» (٢٧/ ٢٣٩)، وأبو نعيم في «الحلية» (٤/ ١٧٧)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (٢/ ٨٠٧)، من حديث ابن مسعود ؛ وصحَّحه الحاكم، وأعلَّه الذهبي، وقال الإمام الهيثمي في «المجمع» (٧/ ٢٦١): «رواه الطبراني بإسنادين؛ رجال أحدهما رجال الصحيح، غير بُكير بن معروف، وثقه أحمد وغيره، وفيه ضعف»، بينما أعلَّه في موضع آخر من «المجمع» (١/ ٩٠، ١٦٣)، وقد حسَّنه بشواهده الشيخ الألباني في «الصحيحة» (١٧٢٨)، ووافقه محقق «شعب الإيمان» (١٢/ ٧٣ ط: الرشد)، وكذا حسَّنه المعلق على «المستدرك» (٣/ ٢٩٢ ط: المعرفة)، بينما ضعَّفه الشيخ حسن أبو الأشبال في «جامع العلم»، وكذا محقق «مسند الطيالسي» (١/ ٢٩٦)؛ حاكمًا عليه بالنكارة؛ وراجع تحقيقه لزامًا.
(٤) يكاد لفظ الحديث يطابق ما ذكره المصنف .

<<  <   >  >>