للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للإسلام دار إقامة (١)، حتى تتمّ شرائط الإيمان، ويعود شمل الإسلام مجتمعا كأحسن ما (٢) كان. ولا ينكر لمن بكرامته (٣) ابتداء هذا التمكّن في الوجود، أنّ كلّ حقّ ببركته إلى نصابه يعود (٤).

وأمّا إنفاذ أقضى (٥) القضاة قطب (الملّة و) (٦) الدّين، والأتابك (٧) بهاء الدين الموثوق بنقلهما في إبلاغ (٨) هذه البلاغة. فقد حضرا وأعادا كلّ قول حسن (٩) (حوالى أحواله، وخطرات خاطره، ومنتظرات ناظره) (١٠)، من (١١) كلّ ما يشكر ويحمد، ويعنعن حديثهما فيه عن «مسند» أحمد.

وأمّا الإشارة إلى أنّ النفوس إن كانت (١٢) تطلع إلى إقامة دليل، تستحكم بسنّته (١٣) دواعي الودّ الجميل، فلينظر إلى ما ظهر من مآثره / ٧٦ أ / من موارد الأمر ومصادره، ومن العدل والإحسان، بالقلب واللّسان، والتّقدّم بإصلاح الأوقاف (١٤). فهذه صفات من (يريد) (١٥) لملكه الدوام. فلمّا ملك عدل، ولم يلتفت (١٦) إلى لؤم من عدى (١٧) ولا لوم من عذل. على أنّها وإن كانت من الأفعال


(١) في تشريف الأيام - ص ١٢ «أن يصبح». وفي النهج السديد: «أن تفتح دار السلام وكل دار للإسلام وهي دار إقامته»، ومثله في الدرّة الزكية ٢٥٦ ولكن فيه: «إقامة».
(٢) في تشريف الأيام - ص ١٢ «ممّا».
(٣) في تشريف الأيام - ص ١٢ «لمن لكرامته»، ومثله في الدرّة الزكية.
(٤) في الدرّة: «هذا الابتداء والتمكين في الوجود أن كل حق إلى نصابه ببركته يعود».
(٥) في الدرّة: «قاضي».
(٦) ليست في الدرة.
(٧) الأتابك: لفظ تركي مركّب من: أتا، بمعنى أب، وبك، بمعنى الأمير، فيكون أب الأمير، أو شيخه المحترم.
(٨) في تشريف الأيام - ص ١٢ «في إبلاغ رسائل»، وفي الدرّة الزكية: «المؤثرون في نقلهما رسايل هذه البلاغة».
(٩) في تشريف الأيام - ص ١٢ «حسن من»، وفي الدرّة: «فقد حضرا وأعادا من ألفاظهما من كل قول حسن مما يزهوا بحسنه على الصياغة».
(١٠) ما بين القوسين ليس في الدرّة الزكية.
(١١) في تشريف الأيام - ص ١٢ والدرة الزكية «ومن».
(١٢) في تشريف الأيام - ص ١٣ «إن كانت لها»، وفي الدرّة الزكية ٢٥٧ «إن كانت تتطلّع».
(١٣) في تشريف الأيام - ص ١٣ «بسببه»، وفي الدرّة: «يستحكم بسببه».
(١٤) في تشريف الأيام - ص ١٣ زيادة «والمساجد والربط وتسبيل السبل للحجّ إلى غير ذلك». وفي الدرّة: «والمساجد والربط والمشاهد. وتسهيل السبل للحاج».
(١٥) ليست في الدرّة.
(١٦) في تشريف الأيام - ص ١٣ «ولم يمل»، وفي الدرّة: «ولم يرجع».
(١٧) الصواب: «عدا».

<<  <   >  >>