للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النفس عن الهوى (١)، ولم يوافق قول من ضلّ ولا فعل من غوى (٢).

وأمّا القول منه بأنه لا تجب (٣) المسارعة إلى المقارعة إلاّ بعد إيضاح المحجّة، وتركيب الحجّة، فانتظامه في سلك الإيمان صارت حجّتنا وحجّته المتركّبة. على من غدت (٤) طواغيته (٥) عن سلوك هذه المحجّة متنكّبة، فإنّ الله (سبحانه و) (٦) (تعالى) (٧) والناس كافّة قد علموا أنّ قيامنا إنّما هو لنصرة هذه الملّة، وجهادنا (واجتهادنا) (٨) إنّما هو لله (٩). وحيث قد دخل معنا في الدين هذا الدخول، فقد ذهبت الأحقاد وزالت الذّحول (١٠) وبارتفاع المنافرة، تحصل المظافرة (١١) فالإيمان كالبنيان يشدّ بعضه ببعض ومن أقام / ٧٥ ب / مناره. فله أهل بأهل في كلّ مكان، وحيران بحيران بكلّ (١٢) أرض.

وأمّا ترتيب (١٣) هذه الفوائد (١٤) الجمّة (١٥) على أذكار شيخ الإسلام قدوة العارفين كمال (١٦) الدين عبد الرحمن - أعاد الله من بركاته (١٧) - فلم ير (١٨) لوليّ قبله كرامة كهذه الكرامة، والرجاء ببركته وبركة الصالحين أن تصبح كلّ دار


(١) اقتباس من الآية ٤٠ من سورة النازعات.
(٢) في الدرّة: «ولم يوافق قول ولا هوى».
(٣) في تشريف الأيام - ص ١٢، والنهج السديد: «يحب»، وفي الدرّة ٢٥٦ «وأما القول فيه: إنه لا يحبّ».
(٤) في النهج السديد: «عدت».
(٥) في تشريف الأيام - ص ١٢ «طواعيته». والمثبت يتفق مع: النهج السديد، والدرّة.
(٦) ما بين القوسين ليس في تشريف الأيام والنهج السديد.
(٧) ليست في الدرّة.
(٨) عن الهامش.
(٩) في تشريف الأيام، والنهج السديد: «إنّما هو على الحقيقة لله»، ومثلهما في الدرّة.
(١٠) في الأصل: «الدحول»، بالدال المهملة. والتصحيح من تشريف الأيام والنهج السديد، والدرّة.
(١١) في تشريف الأيام - ص ١٢ «المضافرة»، وكذا في الدرّة.
(١٢) هكذا. وفي تشريف الأيام: «جيران بجيران في كل» ومثله في الدرّة الزكية.
(١٣) في تشريف الأيام - ص ١٢ «وأمّا ترتّب».
(١٤) في تشريف الأيام - ص ١٢ «القواعد»، وكذا في الدرّة الزكية.
(١٥) في النهج السديد «الحميدة»، وكذا في الدرّة الزكية.
(١٦) في الدرّة: «شجاع».
(١٧) زاد في الدرّة ٢٥٦ «قد أشار، فإنه نعم المستشار».
(١٨) في تشريف الأيام - ص ١٢ «فلم تر».

<<  <   >  >>