كتاب الفضل المأثور من سيرة السلطان الملك المنصور

[سلطنة الظاهر بيبرس] - [استقبال السلطان لرسل ملك التتار] - ص: 104

والمقام (١). وثبّت أقدامنا في كلّ موقف اجتهاد وجهاد تتزلزل دونه الأقدام (٢).

وأمّا إفضاء النّوبة في الملك وميراثه بعد والده وأخيه الكبير إليه. وإفاضة (٣) هذه المواهب العظيمة (٤) عليه. وتوقّد (٥) الأسرّة التي (٦) طهّرها إيمانه، وأظهرها سلطانه فقد أورثه (٧) الله من اصطفاه من عباده، وصدّق المبشّرات له من كرامة أوليائه (٨) وعبّاده.

وأمّا حكاية اجتماع الإخوان والأولاد والأمراء الكبار (ومقدّمي) (٩) العساكر وزعماء البلاد في مجمع قوريلتاي الذي ينقدح (١٠) فيه زند (١١) الآراء، وأنّ كلمتهم اتفقت (١٢) على ما سبق (١٣) به حكم (١٤) أخيه الكبير (١٥) من إنفاذ العساكر إلى هذا الجانب، وأنه فكّر فيما اجتمعت عليه آراؤهم، وانتهت إليه أهواؤهم فوجده مخالفا لما في ضميره / ٧٥ أ / إذا قصده الصلاح ورأيه الإصلاح، وأنه أطفأ تلك النائرة، وسكّن تلك الثائرة، فهذا فعل الملك المتّقي، المشفق من قومه على من بقي، المفكّر في العواقب، بالرأي الثاقب، وإلاّ فلو تركوا وآراءهم (١٦) حتى تحملهم (الغرّة) (١٧) لكانت تكون هذه الكرّة (١٨). لكن هو كمن خاف مقام ربّه ونهى

---

(١) في النهج السديد - ص ٥١٢ «إلى هذا الدين، وإلى هذا المقال والمقام»، وفي الدرّة: «لهذا الدين».
(٢) في الدرّة: «في كل موقف اجتهادا واجتهادا، وفعلا واعتمادا».
(٣) في تشريف الأيام، والنهج السديد: «وإفاضة جلابيب»، ومثلهما في الدرّة الزكية.
(٤) في النهج السديد: «النعمة»، ومثله في الدرّة.
(٥) في تشريف الأيام - ص ١١ «وتوقله»، ومثله في الدرّة.
(٦) في الدرّة: الأمر بالتي».
(٧) في الدرّة: «فلقد أورثها».
(٨) في تشريف الأيام - ص ١١ «من كرامة أولياء الله»، وكذا في الدرّة الزكية.
(٩) ليست في الدرّة الزكية.
(١٠) في تشريف الأيام - ص ١١ «تتقدح»، وفي الدرّة: تنقدح».
(١١) في تشريف الأيام - ص ١١ «زبدة». والمثبت يتفق مع الدرّة الزكية.
(١٢) في تشريف الأيام - ص ١١ «قد اتفقت».
(١٣) في تشريف الأيام - ص ١١ «سبقت»، وكذا في الدرّة.
(١٤) في تشريف الأيام - ص ١١ «كلمة»، وكذا في الدرّة.
(١٥) في تشريف الأيام - ص ١١ «في»، وكذا في الدرّة.
(١٦) في الدرّة ٢٢٥: «وإلا فلو تركهم ورأيهم».
(١٧) عن الهامش.
(١٨) في تشريف الأيام - ص ١١ «لكانت تكون هذه الكرّة هي الكرّة»، وفي الدرّة: «لكانت هذه الكرّة هي الكرّة».