للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قريب يترك المشار إليه، عمّا توثّب عليه. ويحصل الغرض بمشيئة الله تعالى وقدرته، ويجرينا على المألوف من نصرته. فيعلم ذلك ويطيب نفسا، ويقرّ عينا. والسلام».

وجهّزت الملطّفات أوّل (١) بأوّل في الخفية صحبة قصّاد، ووصلت الأجوبة من كلّ بالحلف أنّما (٢) قاله مولانا السلطان من الغضب صحيح، وأنّه أوّل رأيه تبدوا (٣) لمولانا السلطان بادروا إليها، وكذا بالله كان.

وكتب إلى الأمير شمس الدين سنقر الأشقر كتاب مثاله:

«خلّد الله نعمة المقرّ الكريم الشمسي، ولا زال ممّاحيك عليه من الإنصاف يعرف الحقّ على نفسه، وبما اشتمل عليه من أتباعه يستعيذ من تزيين الشيطان الخروج عنه ومسّه. وبما ألفه / ٣٧ أ / من اجتماع الشمل على الذّبّ عن حوزة الإسلام لا يخرج إلى وحشة تفريقه عن أنسه. وبما ينبغي لمثل علوّ قدره من اتباع وضوح منهج الحقّ لا يركن إلى كيسه، أصدرناها إليه متضمّنة ما لا يسع إلاّ التأمين عليه عاتبة بل غائبة حاضرة، وفي النيابة عن إقامة الحجّة عن الألسن الغائبة. راجعة به عمّا ارتكبه ممّا لا يدوم، مغلية عليه ما سامه من شطط كان الأليق بمثله ولمثله لا يسوم. وهو ما ظهر فيه من ادّعاء ملك جهة لا تستقلّ بنفسها بل لمدّعيها تستقلّ ولا تنهض بالدفع عن حوزتها بمن حوته، وهيهات وكم جهد المقلّ، وهل هي إلاّ ضميمة للمملكة المصرية وجندها، ودخيلة تحت ذيل مناصرتها، وكم لها من منّة في جيدها، ومنضوية إلى أبجادها، ومترامية إلى إسعافها وإسعادها. وما بالعهد من قدم، وكم مرّة أخذت بيدها عندما زلّت بها القدم. وكم سامها ما سمته فأغلت سومها. وكم رام ما / ٣٧ ب / رمته فما لبث أن جاء تحت الذلّة وقد أسلم قومها. وإنك لتعلم ما نريد ومن نريد، وتعرف حقيقة ما قلناه من قريب وبعيد. وما زدت على أن فرّقت كلمة الإسلام، وأطمعت الأعداء لا بل أشمتّهم بتفريق ما كانوا عليه من الإلتآم. وجعلت لمن قبلك ذنوبا لم يجترحوها، وأوجبت عليهم مؤآخذات بأمور لم يقترحوها. على أنهم بما تحقّقناه برءاء منه لا محاله، غير مؤآخذين به بشهادة الله منّا إذ كانوا مغصوبين على ما رمت مناله. ثمّ ولو حاسبت


(١) الصواب: «أولا».
(٢) الصواب: «أنّ ما».
(٣) الصواب: «تبدو» من غير ألف.

<<  <   >  >>