فاشهد لبصرت عيناي هاتان ووضع إصبعيه على عينيه، وسمعت أذناي هاتان ووضع إصبعيه في اليسرى، ووعاه قلبي فأشار إلى نياط قلبه، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"من أنظر معسرا ووضع له أظله الله في ظله" هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وكذلك روي مختصرا عن زيد بن أسلم وربعي بن حراش وحنظلة بن قيس كلهم عن أبي اليسر.
كذا قال، ووافقه الذهبي.
قلت: هو جزء من حديث طويل رواه مسلم (٣٠٠٦) كتاب (الزهد والرقائق) باب (حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر) قال: حدثنا هارون بن معروف ومحمد بن عباد، وتقاربا في لفظ الحديث والسياق لهارون، قالا: حدثنا حاتم بن إسمعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا، فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعه كلام له معه ضمامة من صحف، وعلى أبي اليسر بردة ومعافري، وعلى كلامه بردة ومعافري، فقال له أبي: يا عم إني أرى في وجهك سفعة من غضب! قال: أجل كان لي على فلان ابن فلان الحرامي مال، فأتيت أهله فسلمت فقلت: ثم هو؟ قالوا: لا، فخرج علي ابن له جفر فقلت له: أين أبوك؟ قال: سمع صوتك فدخل أريكة أمي، فقلت: اخرج إلي فقد علمت أين أنت، فخرج، فقلت: ما حملك على أن اختبأت مني؟! قال: أنا والله أحدثك ثم لا أكذبك: خشيت والله أن أحدثك فأكذبك، وأن أعدك فأخلفك، وكنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكنت والله معسرا، قال: قلت: آلله؟ قال: آلله، قلت: آلله؟ قال: آلله. قلت: آلله؟ قال: آلله. قال: فأتى بصحيفته فمحاها بيده، فقال: إن وجدت قضاء فاقضني، وإلا أنت في حل، فأشهد بصر عيني هاتين ووضع إصبعيه على عينيه، وسمع أذني هاتين، ووعاه قلبي هذا وأشار إلى مناط قلبه، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول:"من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله".