اليوم، ثم يقول: أين الحمادون الذين كانوا يحمدون ربهم". هذا حديث صحيح وله طرق عن أبي إسحاق، ولم يخرجاه. وكان من حقنا أن نخرجه في كتاب الوضوء فلم نقدر، فلما وجدت الإمام إسحاق الحنظلي خرج طرقه عند قوله:{رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} اتبعته. ا. هـ، كذا قال، ووافقه الذهبي.
قلت: أخرج مسلم الجزء الأول منه من وجه آخر بنحوه، فكان ينبغي أن يقول: روى مسلم (الجزء الأول منه)، أو: لم يخرجاه بهذه السياقة، كعادته في أمثاله:(٢٣٤) كتاب (الطهارة) باب (الذكر المستحب عقب الوضوء) قال: حدثني محمد بن حاتم بن ميمون، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة يعني ابن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عقبة بن عامر، [ح] وحدثني أبو عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر قال: كانت علينا رعاية الإبل فجاءت نوبتي، فروحتها بعشي، فأدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائما يحدث الناس، فأدركت من قوله: "ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبت له الجنة" قال: فقلت: ما أجود هذه، فإذا قائل بين يدي يقول: التي قبلها أجود، فنظرت فإذا عمر، قال: إني قد رأيتك جئت آنفا، قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان، عن جبير بن نفير بن مالك الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكر مثله، غير أنه قال: "من توضأ فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".