يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى، ويبعث الله ريحا طيبة فيتوفى من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من خير، ويبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم" هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه. كذا قال، وتعقبه الذهبي فقال: إلى هنا في مسلم - يعني "حتى تعبد اللات والعزى" - وهنا زيادة ثم ذكر باقي الحديث.
قلت: أخرجه مسلم كاملا (٢٩٠٧) كتاب (الفتن وأشراط الساعة) باب (لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة) قال: حدثنا أبو كامل الجحدري وأبو معن زيد بن يزيد الرقاشي واللفظ لأبي معن، قالا: حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى" فقلت: يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} أن ذلك تاما، قال: "انه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحا طيبة فتوفي كل من في قلبه مثقال حبه خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم".
٤٨٠ - ٤/ ٤٤٨ (٨٣٨٦) قال: أخبرني أبو عبد الله الصنعاني، ثنا إسحاق، أبنا عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: ثارت الفتنة الأولى فلم يبق ممن شهد بدرا أحد، ثم كانت الفتنة الثانية فلم يبق ممن شهد الحديبية أحد، وأظن لو كانت فتنة ثالثة لم ترفع وفي الناس طباخ. ا. هـ. وسكت عنه هو والذهبي.
قلت: أخرجه البخاري معلقا مجزوما به (٤٠٢٤) كتاب (المغازي) قال: وقال الليث: عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب: وقعت الفتنة الأولى - يعني مقتل عثمان - فلم تبق من أصحاب بدر أحدا، ثم وقعت الفتنة الثانية - يعني الحرة - فلم تبق من أصحاب الحديبية أحدا، ثم وقعت الثالثة فلم ترتفع وللناس طباخ.