وتحت سلطنتك وقبضتك فليقتلوا من بها منهم، ويزيلوا بذلك المكروه عنهم، تعرف أنهم لم يكن لهم قبل الإسلام شوكة ولا علو في دار ولا مملكة.
وكذا ذكر أبو حيان في البحر عند قوله من تفسير آل عمران (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) نقلاً عن ابن إسحاق: إن اليهود غزوا الحواريين بعد رفع عيسى، فأخذوهم وعذبوهم فسمع بذلك ملك الروم وكان ملك الروم من رعيته فأنقذهم، ثم غزا بني إسرائيل، وصار نصرانيًا ولم يظهر ذلك ثم ولي آخر بعد وغزا بيت المقدس بعد رفع عيسى بنحو أربعين سنة، فلم يترك فيه حجرًا على آخر، وخرج عند ذلك قريظة والنضير إلى الحجاز، فكان من أمرهم ما ذكر في السؤال مما طويته، وقال شيخنا ـ أعلم أهل الأرض بالخبر ـ شيخ مشايخ الإسلام ابن حجر، تغمده الله تعالى برحمته وأسكنه أعالي جنته ـ: إنهم كانوا مع كثرتهم بإيلياء من تحت الذلة مع الروم الأشقياء لم يكونوا ملوكًا برؤوسهم، لما علم الله من مزيد خبث نفوسهم. ونقل أبو حيان عند قوله في آل عمران أيضًا (وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة) عن غيره: إن الآية تخبر عن إذلال اليهود وعقوبتهم بأن النصارى فوقهم في جميع أقطار الأرض إلى يوم القيامة فلا تكون لهم مملكة كما للنصارى، ثم حكى عن الجمهور في تفسير الآية سببًا آخر. ومن ذلهم المستمر أنه لما انتشر الإسلام واستتر كفر أهل الملة اللئام،