فأخبرهم بتفريجها ونص لهم على الوجوه التي يكون منها فرجها فجاء الأمر كذلك بلا زيادة ونقص ثم قال: والمنكر لهذا لا يخلوا إما أن يكون ممن يصدق بكرامات الأولياء أو لا؟ فإن كان الثاني، فقد سقط البحث عنه، فإنه مكذب ما أثبتته السنة بالدلائل الواضحة، وإن كان الأول، فهذا منها، لأن الأولياء يكشف لهم لخرق العادة عن أشياء ي العالمين العلوي والسفلي عديدة، مع التصديق بذلك. وفي الكلامين مناقشات يطول الأمر بذكرها منها: أن المنقول عنهم إن كان الحاكي عنهم ممن يعلم ثقة لم يبين لثقته ما اتفق لهم فهو محمول المعنى والنقل معًا، كالمحكي عن أبي البيان فإنه نظير ما رويناه عن أبي القاسم الجنيد أنه رأى صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له: يا رسول الله نجتمع مع إخواننا فنقول القول وتظهر منا الحركات فما تقول في ذلك؟ فقال: ما اجتمعتم إلا وأنا معلم، ولكن ابتدؤوا بالقرآن واختموا به. ولكن القصد أن القول بوقوعها في الدنيا يقظة قد استشكله شيخنا رحمه الله جدًا وأنا معه في ذلك مع تصديق كل منا بكرامات الأولياء لاحتمال خطأ الرأي الناشئ عن الظن في كون المرئي هو الذات الشريفة كما اتفق لمن جاء من الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم هو وصاحبه أبو بكر الصديق المدينة في الهجرة ممن لم يكن رآه قبل ذلك حيث ظنوه أبا بكر إلى أن تبين لهم أنه غيره حيث أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأظله أبو بكر بردائه ومن ثم