للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قافلاً مع الحجاج في سنة سبع وستين وستمائة فغلبته عيناه فنام فما انتبه إلا وقد فاته الركب ولم ير أحدًا، فَهَالَه ذلك ولم يدر الطريق ودخل عليه الليل وعاين الهلاك وأيس من الحياة وأنه نادى في الظلام: يا محمداه يا محمداه أنا مستغيث بك، قال: فلم أتم الكلام حتى سمعت قائلاً يقول لي: أبشر، فنظرت فإذا أنا بشخص لم أتبين وجهه وعليه ثوب أبيض في سواد الليل فأخذ بيدي فلما وقعت يدي في يده زال عني ما كنت أجده من التعب والعطش وأنست به أنسًا عظيمًا ثم سار بي ويده في يدي فلم يزل سائرًا ساعة فبينما أنا كذلك إذ سمعت الحجاج والدليل ينادي بالناس وقد أوقدوا لهم نارًا يهتدون بها فنظرت فغذا أنا براحلتي قدامي واقفة فصحت من فرحي بها فلما صحت نزع ذلك الشخص يده من يدي وقال: دونك راحلتك، ثم رفعني فوضعني عليها وتركني وولى وهو يقول: نحن لا نخيب من طلبنا واستغاث بنا فعلمت بذلك أنه النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت أنواره وهو ذاهب تلوح في ظلام الليل وقد لحقني من الشدة شيء عظيم كيف لم أقبل يديه ورجليه، فليس فيه أنه رآه مع احتمال كونه ملك، أو تأويل قوله: نحن لان نخيب إلى آخره، ولأجل ما طرق هذه الحكايات من الاحتمال فمن نسب من أجلها العز ابن عبد السلام وأبى الحسن الشاذلي وابن عطاء الله القول بالرؤية يقظة لموافقتهم عليها، فقد أخطأ. وقد انتقد الشيخ سراج الدين البلقيني من حكاية ابن عطاء الله وضعف أبا العلم ياسين بأنه أحد اصحاب العارف بالله محيى الدين بن عربي فقال كما قرأته بخطه: أخطأ مصنف هذا الكتاب في وصف ابن عربي بأنه عارف بالله، لأن ابن عربي المذكور من أجهل الجاهلين بالله، لقد جهل جهلاً قبيحًا وضل ضلالاً

<<  <  ج: ص:  >  >>