يزيد بن معاوية قال: قال لي رجل ونحن نسير في أرض الروم أخبر أبا حازم ـ يعني سلمة ابن دينار ـ التابعي الشهير من شأن صاحبنا الذي رأى في العنب ما رأى ـ فقال الرجل لعبد الرحمن: بل أخبره فقد سمعت منه، فقال عبد الرحمن: نعم مررنا بكرم فقلنا لرجل: خذ هذه السفرة فاملأها من هذا العنب ثم أدركنا في المنزل فلما دخل الرجل الكرم نظر إلى امرأة على سرير من ذهب من الحور العين فغض عنها بصره ثم نظر في ناحية الكرم، فإذا هو بأخرى مثلها، فغض عنها بصره، فقالت له: انظر فقد حل لك النظر فإني والتي رأيت زوجتاك من الحور العين، وأنت تأتينا يومًا في هذا، فرجع إلى اصحابه ولم يأتهم بشيء، فقلنا له: مالك أجننت، فراينا له حالاً غير الحال التي فارقناه عليها من نور وجهه وحسن حاله، فسألناه: ما منعك من ذلك؟ واستعجم علينا حتى أقسمنا عليه فقال: إني لما دخلت الكرم وقص القصة، فما أدري أكان ذلك أسرع أو استنفر الناس العدو فأمرنا به إنسانًا يمسك دابته حتى أسرجنا ثم ركب وركبنا رجاء أن نصيب الشهادة معه فتقدم بين أيدينا، وكان أول الناس استشهد يومئذٍ.
ومن طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثنا ابن أبي زكريا ـ يعني عبد الله الفقيه الدمشقي ومعنا مكحول أن رجلاً مر بكرم من أرض الروم فقال لغلامه: أعطني مخلاتي حتى آتيكم من هذا العنب، فأخذها ثم دفع فرسه فبينما هو في الكرم إذا هو بامرأة على مثل لم ير مثلها قط فلما رآها صد عنها فقالت: لا تصد عنا فإني زوجتك وامض أمامك فسترى ما هو أفضل مني، فمضى فإذا هو بأخرى فقالت له مثل