النار، إلا بقدر مدة كفره غير أنه نوى أنه يقيم على كفره أبدًا لو بقي فجزاه على نيته، على أن بعضهم ادعى التعارض بين الحديثين ـ أعني المسئول عنه ـ وحديث:"من هم بحسنه" من حيث اقتضاءة أن النية دون العمل لتعدد الحسنة في العمل حيث تكتب عشرًا دون النية.
وأجيب بأن العامل الذي أثيب، لم يعمل حتى هم، فالنية موجود أيضًا، إذا تقرر هذا فقد منع حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في الإحياء القول بأن سبب ترجيح النية على العمل كون النية سرًا لا يطلع عليه إلا الله والعمل ظاهرًا، ولعمل السر فضل حيث قال: وهذا صحيح، وليس هو المراد، لأنه لو نرى أن يذكر الله تعالى بقلبه، أو يتفكر في مصالح المسلمين، فيقتضي عموم الحديث أن يكون فيه التفكر خيرًا من التفكر، وكذا منع القول بأن النية بمجردها خير من العمل بمجرده دون النية، بما حاصله أنه وإن كان صحيحًا في نفسه فهو بعيد، فإن عمل الغافل لا خير فيه أصلاً والنية بمجردها خير، وليس المراد كما هو الظاهر، إلا الترجيح بين المشتركين في أصل الخير، لكن قال الكرماني موجهًا لهذا الاحتمال: لو كان المراد خير من عمل مع النية، للزم أن يكون الشيء خيرًا من نفسه مع غيره، وكذا منع الغزالي توجيهًا آخر لم يتقدم، وهو أن النية تدوم إلى آخر العمل، والأعمال لا تدوم، فقال: وهو ضعيف، لأن ذلك يرجع معناه إلى أن العمل الكثير من العمل القليل، مع أن الواقع ليس كذلك، فإن نية أعمال الصلاة قد لا تدوم إلا في لحظات معدودة، والأعمال تدوم والعموم يقتضي أن تكون نيته خيرًا من عمله، ثم قرر أن أعمال القلب التي من جملتها النية، أفضل من حركات الجوارح، وارتضى ذلك وزاد في