وقد وقعت لي عدة آثار يتبين من بعضها المراد، بل ويتضمن الطعن في السبب المشار إليه كما تقدم.
فروينا عن ثابت البناني رواي الحديث الأول أنه قال:"نية المؤمن أبلغ من عمله" أن المؤمن ينوي أن يقوم الليل ويصوم النهار ويخرج من ماله فلا تتابعه نفسه على ذلك فنيته أبلغ من عمله.
وعن الحسن قال:"المؤمن تبلغ نيته وتضعف قوته، والمنافق تضعف نيته وتبلغ قوته". وعن مالك بن دينار قال:"إن للمؤمن نية في الخير ابدًا أمامه لا يبلغها عمله، وإن للفاجر نية في الشر هي أبدًا أمامه لا يبلغها عمله، والله مبلغ بكل ما نوى". وهذا عند العسكري في الأمثال، وعن سعيد بن المسيب قال:"من هم بصلاة أو صيام أو حج أو عمرة أو عمرة أو غزو فحيل بينه وبين ذلك بلغه الله ما نوى".
وقال العسكري في الأمثال: قال بعض العلماء ما معناه: أن المؤمن كلما عمل خيرًا نوى أن يعمل ما هو خير منه، فليس لنيته في الخير منتهى، والفاجر كلما عمل شرًا فنيته أن يعمل ما هو شر منه فليس لنيته في الشر منتهى.
وقال غيره: يريد أن المؤمن ينوي أشياء من أبواب الخير نحو الصدقة والصوم وغيره، فلعله يعجز عن ذلك وهو معقود النية عليه، فنيته خير من عمله، يريد خير من العمل الذي لا يعمله.
وقال بعضهم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من نوى حسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشر حسنات. قال: فصار العمل في