هذا الحديث خيرًا من النية قال: وليس هذا يراد للحديث الأول، وإنما تكون النية خيرًا من العمل في حال، ألا ترى أن الله يخلد المؤمن في جنته بنيته، لا بعمله، ولو جوزي بعمله لم يستوجب التخليد، وإنما خلده اله بنيته لأنه كان ناويًا أن يطيع الله أبدًا لو أبقاه أبدًا، فلما اخترمه دون نيته جزاه عليه، وكذلك الكافر نيته شر من عمله لأنه كان يقيم على كفره أبدًا، قال: وعلى هذا الحديث الآخر: "لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله" قالوا: ولا أنت يا نبي الله؟ قال:"ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بحرمة منه" أي إنما يستحق الخلود بنيته.
قلت: وعن إسماعيل بن أبي خالد قال: أصابت بني إسرائيل مجاعة، فمر رجل على رمل فقال: وددته دقيقًا فأطعمه بني إسرائيل فأعطي على نيته.
وعن أبي عمران الجوني قال: بلغنا أن الملائكة تصف بكتبها في السماء الدنيا كل عشية بعد العصر فينادي الملك: اكتب لفلان بن فلان كذا وكذا، فيقول: يا رب إنه لم يعمله، يا رب إنه لم يعمله قال: فيقول: "إنه نواه إنه نواه".
وعن هشام بن حسان قال:"سيئة تسوءك خير من حسنة تعجبك"