وقد جاء عن الأعمش بسند آخر غير الماضي، فروى ابن مردويه، ومن طريقه يوسف بن خليل في النوادر، قال: ذكر داهر بن محمد بن عبدة، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر المؤدب، حدثنا وهب بن داود، حدثنا عبيد الله بن موسى قال؛ كنا عند الأعمش فجاء أبو بكر بن عياش وجماعة من الفقهاء فقالوا له: قد بعث أمير المؤمنين إلى الأمير مالاً يقسم على فقهاء الكوفة، فقم حتى تأخذ قسطك قال: فقام وعليه فرو يلبسه في الشتاء، فإذا جاء الصيف قلَّبه، فقال له بعضهم: لو غيرت ثوبك فزبره، وقال: أنا لا أغير ثوبي، وأنا أدخل على سيدي في كل يوم وليلة خمس مرات، أغير لهذا الأمير؟ فدخلوا على الأمير ودخل معهم فسلموا ووقفوا وسلم وجلس فقال الأمير: من ذا؟ قالوا: سليمان بن مهران الأعمش، فقال: نِعم نِعم، فأمر لهم بألف، وأمر له بألف من ماله، فخرجوا وخرج معهم وهو يجزيه فقالوا: يا أبا محمد أنت الأمس تمزقه وتقول، وتقول، قال: نعم، سمعت يحيى بن وثاب يحدثنا عن علقمة، والأسود عن عبد الله بن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها، وقد أحسن».
ووهب، قال الخطيب، لم يكن بثقة والراوي عنه ما عرفته وكذا الواسطة بين ابن مردويه وداهر.