الخلافة إلى بني العباس فبقي ذلك شعارًا للأشراف العلويين، فاحتضروا الثياب إلى قطعة من ثوب أخضر بوضع على عمائهم شعارًا للعلويين، والآن استمر ذلك في بلاد مصر والشام، وقد كانت ذرية العباس يتميزون بالشظفة السوداء على ما أخبرني به من شاهده ثم بطل.
وقد سأل الرشيد الأوزاعي رحمه الله عن لبس السوداء فقال: إني لا أحرمه ولكن أكرهه، قال: ولم؟ قال: لأنه لا تجلي فيه عروس ولا يبلى فيه محروم ولا يكفن فيه ميت، ثم التفت الرشيد إلى أبي نواس وقال: ما تقول في السواد، فقال: النور في السواد يا أمير المؤمنين ـ يعني ـ أن الإنسان يبصر بسواد عينيه، ثم قال: يا أمير المؤمنين وفضيلة أخرى لا يكتب كتاب الله إلا به، وكذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأقوال العلماء لا يكتب إلا به، وهو مصالحه إلى الخلافة، قال: فلما سمع الرشيد هذا الوصف في السواد اهتز طربًا وأمر له بجائزة سنية.
ويُقال: إن الأصل في لبسهم السواد أنه صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه عمامة دسماء فتفاءل الخلفاء بذلك لكونه كان في ذلك اليوم منصورًا على الكفار فاتخذوا شعارًا لتكونوا دائمًا منصورين على أعدائهم، وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا آمين.
وكتب من الشافعية على هذا السؤال الشيخ السراج العبادي ما نصه: الشرف المعروف المصطلح عليه الذي ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم