مسعود المسجد فرأى فيه رجلاً يصلي عاقصًا شعره فلما انصرف قال له: إذا صليت فلا تعقص شعرك فإن شعرك يسجد معك، ولك بكل شعرة أجر. فقال الرجل: إني أخاف أن يتترب، فقال: تتربه خير لك.
وقال ابن عمر لرجل رآه يصلي معقوصًا شعره: أرسله ليسجد معك. وقد أبدى شيخ شيوخنا الحافظ الزين العراقي رحمه الله لكون الشيطان يقعد على الشعر المضفور أو المكفوف وقت الصلاة حكمة وهي: أنه لما كان عصيانه بامتناعه من السجود أراد امتناع كل شيء من السجود ليكون مثله عاصيًا، فإذا عجز عن ترك المؤمن للسجود أو عن إكاله يسبب في تخلف شيء من بدنه عن السجود ولو شعرة حتى تكون المساجد كأنه كف بعض أجزائه عن السجود معه وهو حسن، ثم إن النهي عن عقص الشعر وكفه في الصلاة لا يشتمل النساء لأن شعورهن عورة يجب ستره في الصلاة فإذا نقضته ربما استرسل وتعذر ستره فتبطل صلاتها، وأيضًا فقيه مشقة عليها في نقضه للصلاة وقد رخص لهن النبي صلى الله عليه وسلم في أن لا ينقضن ضفائرهن في الغسل مع الحاجة إلى بل جميع الشعور، ولذا إن لم يصل الماء إليه إلا بالنقض لزم، فكان في ذلك دليل على اختصاص الرجال بهذا الحكم، والله الموفق.