صلى الله عليه وسلم نزل الحجون كئيبًا حزينًا، فأقام به ما شاء الله ثم رجع مسرورًا، وقال:"سألت ربي عز وجل فأحيا لي أمي، فآمنت بي ثم ردها" وساقه من حديث المحب بسنده الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الحميد القرشي المصري في "المولد من جمعه" وقال: إنه غريب جدًا، ما كتبناه إلا من هذا الوجه، وهو من الأحاديث الغرائب الحسان. انتهى.
ولكن فيه عدة من المجهولين، فكأنه أراد الحسن اللفظي، وللخطيب في السابق واللاحق عنها أيضًا قالت: حج بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فمر على عقبة الحجون وهو باك حزين، مغتم، فبكيت لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنه طفر فنزل فقال:"يا حميراء استمسكي" فاستندت إلى جنب البعير، فمكث عني طويلاً، ثم عاد إليَّ وهو فرح متبسم فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! نزلت من عندي، وأنت باك حزين مغتم، فبكيت لبكائك يا رسول الله! ثم عدم إلي وأنت فرح متبسم، فعمَّ ذاك يا رسول الله؟ فقال:"ذهبت لقبر أمي آمنة، فسألت الله ربي أن يحييها لي، فأحياها، وآمنت بي، أو قال: فآمنت، وردها الله عز وجل". ونحوه عند ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ عنها قالت: حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل من البعير وهو حزين وذكره.
وهما واهيان جدًا. ولما ترجم الذهبي في ميزانه لعبد الوهاب بن موسى روى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد حديث:"إن الله أحيا لي أمي فآمنت بي" الحديث.
وقال: لا يدري من ذا الحيوان الكذاب فإن هذا الحديث كذب،