للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب- الدوافع وتوجيهها:

حقيقة الدوافع:

يطلق على الدافع ألفاظ عدة منها الميل والفطرة والحاجة، وله تعريفات عدة منها: إنه "حالة داخلية تهيئ الفرد أو تنزع به إلى سلوك معين، ظاهرًا كان أم باطنًا التماسًا لأهداف معينة" (١).

أو هو "كل ما يدفع الإِنسان إلى القيام بسلوك معين أو تغير معين في داخل الكائن الحي أو سلوكه إزاء مواقف معينة، سواء كان هذا الدافع نابعًا من داخل الكائن الحي أم من بيئته، فهو بهذا المعنى يشمل كل الدوافع مثل الحاجات والحوافز والرغبات والميول" (٢).

وقد صنفت الدوافع بوجه عام إلى زمرتين:

إحداهما: الدوافع الفطرية التي يولد الفرد مزودًا بها مثل دافع الأكل والشرب والنكاح.

والثانية: الدوافع المكتسبة التي يكتسبها الإنسان من بيئته الاجتماعية المحيطة به. مثل الدافع إلى التعليم والتعلم، ومثل الميل إلى التعامل مع فئة من الناس.

وقد بيَّن ابن الجوزي أن الدوافع وضعت في النفس البشرية لعمارة الكون، ولقيام الإنسان بمهمة الاستخلاف، فدافع الأكل والشرب لاستمرار بقاء الإنسان، ودافع النكاح لاستمرار بقاء الجنس البشري، والدوافع الأُخرى من دفاعية وهجومية وتعلّمية لمساعدته على إقامة شرع الله تعالي. وقد أباح الله تعالى للإنسان كلّ طيبات الأرض في حدود ما شرع له، لقوله: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ


(١) العثمان، عبد الكريم. الدراسات النفسية عند المسلمين والغزالي بوجه خاص. القاهرة، مكتبة وهبة، الطبعة الثانية، ١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م، ص ١٨١.
(٢) القاضي، د. يوسف يالجن، د. مقداد. علم النفس التربوي في الإسلام الرياض، دار المريخ، طبعة عام ١٤٠١ هـ -١٩٨١ م، ص ٣١.

<<  <   >  >>