للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧ - انفعال الخوف والحذر من الموت وعلاجه

إن الخوف من الانفعالات التي تبعد الإنسان عن المخاطر إذا كانت معتدلةً، وتضره إذا زادت على حدها الطبيعي، وتؤدي به إلى التخاذل والإحباط.

حقيقة الخوف:

وقد عرَّف الإمام الغزالي الخوف بأنه: "عبارة عن تألم القلب واحتراقه بسبب توقع مكروهٍ في الاستقبال" (١).

وقد بيَّن ابن مسكويه أن الخوف "يعرض من توقع مكروه وانتظار محذور، والتوقع والانتظار إنما يكونان للحوادث في الزمان المستقبل" (٢).

وقد عرَّفه ابن الجوزي بقوله: "الخوف والحذر إنما هما للمستقبل، والحازم من أعد للخوف عدته قبل وقوعه، ونفي فضول الخوف مما لابد منه، إذ لا ينفعه خوفه منه" (٣).

علاج الخوف:

والخوف أمر فطري من طبيعة النفس البشرية، تعددت أنواعه، واختلفت طرق معالجته. فهناك خوف من أمور الدنيا .. مثل الخوف من الفقر أو الموت أو المستقبل. أو الخوف من أذى الناس والمرض والمجهول، والخوف الآخر هو الخوف من الله تعالى، ويكون ذلك بتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه.

أ - علاج الخوف على الرزق

وقد عالجت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية كل مخاوف البشر الزائفة، لأنه لا فائدة منها، ولا تغير شيئًا من واقع الإنسان، وإنما هي تبديد للطاقة وتدمير للكيان وضياع للنفوس من دون نتيجة. فجاءت الآيات لتحوّل الخوف على الرزق إلى إيمان يقيني بالرازق: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ


(١) مرجع سابق، الغزالي. إحياء علوم الدين. الجزء الرابع، ص ١٦٣.
(٢) مرجع سابق، ابن مسكويه. تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق. ص ١٧٣.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. اللطائف والطب الروحاني. ص ١٢١.

<<  <   >  >>