للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (١)، وتطلع إلى ما عنده من رزقٍ كريم: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ} (٢)، مع سعي دائب وتوكل على الله: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (٣) وقوله: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} (٤). وهذا العلاج لم يذكره ابن الجوزي.

ب - علاج الخوف من الموت:

ثم حررته من الخوف من الموت، وأنه بيد الله وحده جلت قدرته: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ} (٥)، وأنه حق على كل إنسان {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} (٦)، في اليوم الذي حدده الله تعالى: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} (٧)، وأن الحذر لا يمنع القدر: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} (٨)، فإذا أدرك الإنسان هذه الحقائق وتدبرها، فإن خوفه من الموت سيتحول إلى عمل دائم لمرضاة الله تعالى، واستعدادٍ مستمر للتزود بما ينفعه بعد موته.

وبعد هذا العرض السريع للخوف .. يمكن توضيح وجهة نظر ابن الجوزي في معالجة الخوف في الأمور الآتية:

١ - عدم تذكر الموت باستمرار

يقول ابن الجوزي: "فأما الخوف من الموت والفكر فيه، فإنه لا سبيل إلى دفعه عن النفس، وإنما يخفف الأمر العلم بأنه لابد منه، فلا يفيد الحذر إلا زيادةً على المحذور وكلما تصورت شدته كانت كل تصويرة موتًا، فليصرف الإنسان فكره عن تصور الموت ليكون ميتًا مرةً


(١) سورة الذاريات، الآية ٥٨.
(٢) سورة العنكبوت، الآية ١٧.
(٣) سورة الملك، الآية ١٥.
(٤) سورة الذاريات، الآية ٢٢.
(٥) سورة ق، الآية ٤٣.
(٦) سورة آل عمران، الآية ١٨٥.
(٧) سورة المنافقون، الآية ١١.
(٨) سورة النساء، الآية ٧٨.

<<  <   >  >>