للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

د - العواطف:

حقيقتها:

لقد وردت تعريفات عدة حول ماهيّة العاطفة، سنذكر بعضًا منها، فقد عزفها بعض الدارسين: "بأنها تنظيم مركب من انفعالاتٍ عدة ركزت حول موضوع معين، وصوحبت بنوع من الخبرات السَّارة أو المؤلمة.

وعرّفها بعض الدارسين: "بأنها استعداد مكتسب ناتج من تنظيم النواحي الانفعالية والنزوعية نحو موضوعٍ معين" (١).

أما ابن الجوزي فلم يعرف العاطفة ولم يوضح أنواعها كالكره والنفور أو الرهبة والخوف، ولكنه اقتصر على بيان عاطفة العشق وما يتعلق بها، بحيث أفرد لها كتابًا مستقلًا أسماه "ذم الهوى" جمع فيه بين الحب وأخباره الحقيقية والنادرة، دفعته غيرة المؤمن إلى بيان الحق والضلال في هذا الموضوع. وسنناقش هذا الموضوع بإيجاز مفيد تقتضيه طبيعة البحث، بدلًا من تفصيل يحتاج إلى بحث مستقل.

١ - حقيقة العشق

لقد عرف الأوائل والإسلاميون والمحدثون معنى العشق بعدة تعريفات. وسأورد أولًا معناه اللغوي: فقد جاء في لسان العرب: "العشقُ: فرطُ الحب، وقيل: هو عجبُ المحبُ بالمحبوبِ يكون في عفافِ الحب ودعارتهِ؛ عَشِقَه يعشَقُه وعشقًا وتعشقه، وقيل: التعشقُ تكلَّفُ العشَقِ، وقيل: العِشقُ الاسم والعشَقَ المصدر" (٢).

وقد أورد ابن الجوزي في كتابه ذم الهوى، ماهية العشق وحقيقته عند الأوائل، فذكر تعريف أفلاطون وهو: "العشق حركة النفس الفارغة بغير فكرة".

وقال فيثاغورس: "العشق طمع يتولد في القلب، ويتحرك


(١) مرجع سابق، محمد، محمد، محمود. علم النفس المعاصر في ضوء الإسلام. ص ١٩١ - ١٩٢.
(٢) مرجع سابق، ابن منظور. لسان العرب. المجلد العاشر، ص ٢٥١.

<<  <   >  >>