للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يساعده على السباحة في بحر المني .. وهو سريع الحركة، قوي الشكيمة، شديد البأس، وهو ينطلق عبر المفاوز والمخاطر غير هياب ولا وجل، حتى يصل إلى بغيته ومقصده أو يموت" (١). فإذا وصل إلى بغيته ومقصده وهو الوصول إلى بويضة المرأة والاتحاد معها، وبذلك يتم التلقيح "تنقسم البويضة الملقحة إلى خليتين، والخليتان إلى أربع، وهكذا حتى تصبح مثل التوتة في خلال (٧٢) ساعة منذ بداية التلقيح وتسمى مرحلة الانقسام هذه مرحلة الانشقاق فإذا وصلت إلى مرحلة التوتة، كبرت الكرة قليلًا وصار ما بداخلها مجوفًا وبه سائل رقيق، وعندئذ تعرف باسم الكرة الجرثومية" (٢).

أما قول ابن الجوزي: "ويحيط بالجنين ثلاثة أغشيةٍ: غشاء تُنسج فيه العروق، وغشاء ينصب فيه بول الجنين، وغشاء مجمع الرطوبة التي ترشح من الجنين". فقد أكد ذلك علم الأجنة الحديث، فقال في ذلك د. محمد البار: "وإذا دققنا النظر في الأغشية المحيطة بالجنين وجدناها ثلاثة:

١ - غشاء السلي أو الأمنيون: ويحيط بالجنين مباشرة.

٢ - غشاء الكوريون. (الغشاء المشيمي).

٣ - غشاء الساقط" (٣).

وقد بين ابن الجوزي وظيفة كل غشاء وفائدته للجنين، فقال: "غشاء تنسج فيه العروق"، ويوافقه حسب علم الأجنة من حيث الوظيفة غشاء الكوريون (الغشاء المشيمي)، وهذا الغشاء يحيط بالجنين، "ويتوسط بين غشاء الساقط من الخارج والغشاء الأمنيوسي من الداخل، ويتركب هذا الغشاء من ورقتين هما:


(١) البار، د. محمد، علي. خلق الإنسان بين الطب والقرآن. جدة، الدار السعودية للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، ١٤٠٠ هـ -١٩٨٠ م، ص ٨٠.
(٢) البار، د. محمد، علي. الوجيز في علم الأجنة القرآني. جدة، الدار السعودية للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م، ص ٣٤.
(٣) مرجع سابق، البار. خلق الإنسان بين الطب والقرآن. ص ٢٠٣.

<<  <   >  >>