للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وغير ذلك من الواجبات. فإذا عرف قدر الواجب قام به" (١) ثم إذا عرف الطفل هذه الأمور بوعي وفهم وتدبير، انتقل إلى المرحلة الثانية وهي:

٢ - المنهج التعليمي الإلزامي

لم يحدد ابن الجوزي السن المناسبة لبداية تعليم هذا المنهج، ولكنه ذكر أن أول ما ينبغي تعليمه للطفل هو حفظ القرآن الكريم، ولا يقصد ابن الجوزي أن يحفظ القرآن كله، لأنه يدرك تمامًا أن قدرات الطفل لا تسمح بذلك، وإنما يتم حفظه على أجزاء. وقد قال في ذلك: "وأول ما ينبغى أن يكلف حفظ القرآن متقنًا، فإنه يثبت ويختلط باللحم والدم" (٢).

وقد حث ابن الجوزي على حفظ القرآن الكريم، لأن الطفل لديه القدرة على الحفظ الذي يثبت في ذاكرته، ومع حفظ القرآن الكريم، لابد من فهم معانيه وتفسير آياته بما يتناسب مع نمو الطفل ودرجة إدراكه واستيعابه هذه المعاني. ومن خلال الحفظ والتفسير، يرسخ في عقله وقلبه، ويختلط باللحم والدم، الذي يدعو للتطبيق الواعي. وفي ذلك يقول ابن الجوزي: "لما كان القرآن العزيز أشرف العلوم، كان الفهم لمعانيه أرفع الفهوم، لأن شرف العلم بشرف المعلوم" (٣).

وقول ابن الجوزي: "فيبتدئ بالقرآن وحفظه، وينظر في تفسيره نظرًا متوسطًا، لا يخفي عليه بذلك شيء، وإن صح له قراءة القراءات السبعة وأشياء من النحو وكتب اللغة وابتدأ بأصول الحديث من حيث النقل كالصحاح والمسانيد والسنن، ومن حيث علم الحديث كمعرفة الضعفاء والأسماء، فلينظر في أصول ذلك" (٤).

وقد وضح ابن الجوزي أيضًا أن حفظ الطفل للقرآن، لابد أن يصاحبه فهم لحقيقته كما أرادها الله تعالى، فقال: "المراد حفظ القرآن


(١) المرجع السابق، ص ٤٤.
(٢) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ٢٤٤.
(٣) مرجع سابق، ابن الجوزي. زاد المسير في علم التفسير. الجزء الأول، ص ٣.
(٤) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ١٦٩.

<<  <   >  >>