للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معناها، فتراه يقول الكتاب الفلاني سماعي، وعندي له نسخة والكتاب الفلاني والفلاني، فلا يعرف علم ما عنده من حيث فهم صحيحه من سقيمه، وقد صده اشتغاله بذلك عن المهم من العلم .. ثم ترى منهم من يتصدر بإتقانه للرواية وحدها فيمد يده إلى ما ليس من شغله، فإذا أفتى أخطأ، وإن تكلم في الأصول خلط" (١).

وحتى لا يضيع عمر الطفل ووقته وجهده في علم لا يفيده في دنياه وآخرته، بين ابن الجوزي ما ينبغي دراسته في مجال علوم الحديث والسنة لمن فارق سن الطفولة، فقال: ". . . وابتدا بأصول الحديث من حيث النقل كالصحاح والمسانيد والسنن، ومن حيث علم الحديث كمعرفة الضعفاء والأسماء، فلينظر في أصول ذلك، وقد رتبت العلماء من ذلك ما يستغني به الطالب عن التعب، ولينظر في التواريخ ليعرف ما لا يستغنَى عنه كنسب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأقاربه وأزواجه وما جرى له" (٢).

ثم يدرس قواعد اللغة العربية، حتى يستطيع أن يفهم معاني القرآن الكريم وتفسيره، وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وألفاظه. فيرى ابن الجوزي أن يدرس "مقدمة من النحو يعرف بها اللحن" (٣)، و"يعرف بها غريب القرآن والحديث، وما يفضل عن ذلك ليس بمذموم غير أن غيره أهم منه" (٤) وقوله: "ولكن معرفة ما يلزم من النحو لإصلاح اللسان وما يحتاج إليه من اللغة في تفسير القرآن والحديث أمر قريب، وهو أمر لازم، وما عدا ذلك فضل لا يحتاج إليه" (٥). ثم يرى ابن الجوزي أن يدرس الفقه، لأنه كما يقول "عمدة العلوم" (٦)، "وأصل العلوم" (٧). وقال أيضًا بشأن الفقه "وليعلم أن الفقه عليه مدار العلوم" (٨).


(١) المرجع السابق، ص ١٦٧ - ١٦٨.
(٢) المرجع السابق، ص ١٦٩ - ١٧٠.
(٣) المرجع السابق، ص ٢٤٤.
(٤) مرجع سابق، ابن الجوزي. الحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ. ص ٢٣.
(٥) مرجع سابق، ابن الجوزي. تلبيس إبليس. ص ١٢٦.
(٦) مرجع سابق، ابن الجوزي. الحث على حفظ العلم وذكر كبار الحفاظ. ص ٢٣.
(٧) مرجع سابق، ابن الجوزي. لفتة الكبد إلى نصيحة الولد. ص ٤٥.
(٨) مرجع سابق , ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ١٦٩.

<<  <   >  >>