للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آلة في تحصيل معرفة الإله، وبه تضبط المصالح، وتلحظ العواقب، وتدرك الغوامض، وتجمع الفضائل" (١).

وهذا تفصيل لهذه المعاني:

المعنى الأول: الاستعداد الفطري للإدراك، وقال فيه ابن الجوزي: "الوصف الذي يفارق به الإنسان البهائم، وهو الذي به استعد لقبول العلوم النظرية وتدبير الصناعات الخفية الفكرية، وهو الذي أراده من قال هو غريزة وكأنه نور يُقذف في القلب يستعدّ به لإدراك الأشياء" (٢). ويقصد به أن العقل هو الذي تميز به الإنسان عن الحيوان، وهو الاستعداد الفطري الذي يمكِّن الفرد من إدراك ما يحيط به من كل شيء.

المعنى الثاني: القدرة على التمييز، وقال فيه: "ما وُضع في الطباع من العلم بجواز الجائزات واستحالة المستحيلات" (٣). والمقصود به العلم الذي وضعه الله تعالى في النفس البشرية للتمييز والإدراك.

المعنى الثالث: العلوم المستفادة من التجارب، وقال فيه: "علوم تستفاد من التجارب تسمى عقلًا" (٤). وقد صحح د. حسن عبد العال هذا المعنى الذي أورده ابن الجوزي بقوله: "وردت في القرآن الكريم الألفاظ التي تدل على النشاط العقلي بصفة عامة مثل التفكر والتدبر والعلوم والنظر والتبصّر والتذكر مئات المرات. وفي الحقيقة لا يعرف العلم كائنًا موجودًا بذاته يسمى عقلًا يمكن إجراء التجارب عليه أو ملاحظته" (٥)، لأن هناك فرقًا بين القدرة على التعلم وبين العلوم.

المعنى الرابع: الغريزة التي تقمع الشهوة. وقال فيه: "منتهى قوته الغريزية إلى أن تقمع الشهوة الداعية إلى اللذة العاجلة" (٦). ويقصد بها


(١) المرجع السابق، ص ١.
(٢) المرجع السابق، ص ٥.
(٣) المرجع السابق، ص ٥.
(٤) المرجع السابق، ص ٥.
(٥) مرجع سابق، عبد العال، د. حسن، إبراهيم. مقدمة في فلسفة التربية الإِسلامية. ص ١١٥.
(٦) مرجع سابق، ابن الجوزي، أبو الفرج، عبد الرحمن. الأذكياء. ص ٥.

<<  <   >  >>