للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النفس تتوق إليها توقان العطشان إلى الماء الزلال، ولم يمنعني عنها إلا ما أثمر عندي العلم من خوف الله -عز وجل-.

ولولا خطايا لا يخلو منها البشر، لقد كنت أخاف على نفسي من العجب. غير أنه -عز وجل- صانني، وعلَّمني، وأطلعني من أسرار العلم على معرفته، وإيثار الخلوة به، حتى إنه لو حضر معي معروف وبشر لرأيتهما زحمة.

ثم عاد فغمسني في التقصير والتفريط حتى رأيت أقل الناس خيرًا مني.

وتارة يوقظني لقيام الليل ولذة مناجاته، وتارة يحرمني ذلك مع سلامة بدني.

ولولا بشارة العلم بأن هذا نوع تهذيب وتأديب لخرجت إما إلى العجب عند العمل، وإما إلى اليأس عند البطالة. . . الخ" (١).

ويمكن استخلاص الفوائد التربوية من تجربته العلمية:

١ - الصبر عند طلب العلم على الشدائد، والتغلب على الصعوبات.

٢ - المثابرة على طلب العلم تكسب والإنسان حب العلم والعمل به.

٣ - الإخلاص لله تعالى عند طلب العلم يفتح مغاليق العقول والقلوب.

٤ - طلب العلم لوجه الله تعالى يورث الخشية والخوف منه.

٥ - عناية الله تعالى لطالب العلم، تحفظه وتصونه وتقربه وتحبب الله إليه، فيؤثره على كل شيء.

٦ - طلب العلم لوجه الله تعالى يجعل المؤمن بين الخوف والرجاء، كما يجعله متواضعًا راغبًا في مرضاته تعالى.


(١) مرجع سابق، ابن الجوزي. صيد الخاطر. ص ٢٣٥ - ٢٣٦.

<<  <   >  >>