للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - طريقة الكتابة تجنبًا للتصحيف والإملاء. . . الخ.

على الرغم من ذكر ابن الجوزي للسمعاني في كتابه المنتظم، فإنه لم يعلق على كتابه هذا، وما فيه من آراء تربوية خاصة بآداب العالم والمتعلم، والملاحظ أن هناك تشابهًا أو شيئًا من التشابه بين آراء السمعاني في هذه الآداب، وآراء ابن الجوزي في الموضوع نفسه: آداب العالم والمتعلم والقاصّ. وهذا التشابه ربما نتج من أن كلًا منهما يدين بالإِسلام فكرًا ومنهجًا شاملًا للحياة، فبنَى كل واحد منهما رأيه حسب ما وجده في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، أو ربما نشأ هذا التشابه أيضًا من تأثر ابن الجوزي بالسمعاني، لأنه ذكر ترجمة حياته، ومعنى ذلك أنه وقف على تراثه وتأثر به، ولم يذكر تأثره لأن الدراسات لم تكن على نظامنا أن يذكر الباحث بكل ما أخذ من غيره.

جـ- الزرنوجي (٥٧١ هـ)

هو برهان الدين إبراهيم الزرنوجي (زَرْنوج بالفتح والسكون بلد بما وراء النهر بعد خجند) الحنفي من تلاميذ برهان الدين صاحب الهداية، المتوفَّى في حدود سنة ٦١٠ هـ.

صنف الزرنوجي تعليم المتعلم طريق التعلم (١) ولم يحدد يوم ولادته، واختلف في وفاته، فمنهم من ذكر سنة وفاته ٥٧١ هـ (٢). ومنهم من ذكر سنة ٥٩١ هـ.

ويعتبر "أحد فقهاء الحنفية الذين عاشوا في شرق الدولة الإسلامية فيما وراء النهر، وفي النصف الثاني من القرن السادس الهجري، وأوائل القرن السابع، ولم يذكر له الذين ترجموا حياته سوى هذا الكتاب، الذي يعطينا فكرة واضحة عن ثقافة عصره، بالإضافة إلى معرفته علوم الفقه


(١) مرجع سابق، البغدادي، إسماعيل، باشا. هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين. الجزء الخامس، ص ١٣ - ١٤.
(٢) عبد الدائم، د. عبد الله. التربية عبر التاريخ. بيروت، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة، ١٩٨٤ م، ص ٢٦٠.

<<  <   >  >>