المرحوم عبد الله جمال الدين بن بدر العامري الغزّي الشافعي حول الله روحه في أعلا عليين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين، وكان قبيل موت الوالد بمدة وأظنه في شهر رمضان، حصل بينه وبينه مناقشة عظيمة في البحث بالمسجد الحرام، والفضل ما شهدت به الأعداء.
ولله در القائل وهو الأديب الفاضل زين الدين شعبان الأثاري المصري وتقدمت ترجمته في هذا الديوان في قصيدة له دالية تعرض في آخرها لذكر شيخ الإسلام فقال:
وفي كل علم أنت سيد أهله ... لذاك حلا للطالبين التردد
وكتب له صاحبه العلامة جمال الدين الطيماني -وكان إماماً في علوم كثيرة وستأتي ترجمته في ورقة: - وقفت عليها وهي عندي بخط المذكور، السلام التام والتحية والإكرام على سيدنا وشيخنا شيخ الإسلام ومفتي الأنام الإمام العالم العلامة بركة الوقت الشيخ شهاب الدين الغزي العامري، جمع الله بيننا وبينه بدار السلام -وكان بينهما ما يكون بين الأقران- سيما في المباحث كما هو معلوم عند أهل الشام ولو شرعت أعد من ترجمه بشيخ الإسلام وبغيرها من التراجم العظيمة لطال الكتاب ولخرجنا عن موضوعه، وإنما المقصود الإشارة إلى الأئمة الأعلام الذين ترجموه بذلك وبعضهم مثله أو يقاربه أو من أقرانه.
ولد الشيخ -رحمه الله تعالى- ببلدة غزة من الأعمال المقدّسة سنة ستين وسبع مائة وقال الشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة في طبقاته: أنه ولد في ربيع الأول منها وقال: أن الشيخ أخبره بذلك.
وقرأ القرآن العظيم والتنبيه والعمدة ومختصر ابن الحاجب الأصلي والحاوي الصغير والألفية لابن مالك.
واشتغل في صباه ببلده على العلامة علاء الدين بن خلف بن كامل الغزي أخي صاحب الميدان الشيخ شمس الدين وهذا المذكور أسنّ منه،