للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سمعته -رحمه الله تعالى- يقول وأعي منه ذلك: قيل لا تموت حتى تسمع الناس بأذنيك يقولون: لا نرضى إلا بفتيا أحمد الغزّي.

وتبلغ ثلاثاً وستين سنة كعمر النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وكان رحمه الله كثير الأوجاع سيما بعد الفتنة التمرية من مرض الربو وغيره، وكان سبب ذلك ما أصابه في الفتنة من المغل كسقي الكلس مذاباً في الماء وغير ذلك خلا العقوبة فإن الله تعالى كفاه إياها وغيرها مما لا طاقة له به.

فكان كلما ضعف يقول ما قرب الأجل حتى دخل في السن المذكور وسمع هذه المقالة بلفظها من جماعة من المستفتين وهو في جامع بني أمية فبهان إشغاله بزاوية الإمام الغزالي -رضي الله عنه- فوضع يده على لحيته الكريمة وقال: قرب الأجل، ولم يمكن بعد ذلك إلا ستة أو دونها، وهذه القضية مشهورة عند أصحابه مستفيضة بينهم وسمعتها أنا منه.

رجعنا إلى ما نحن بصدده من إكمال ترجمته مختصرة حسبما يليق بهذا المختصر.

ثم إنه حج إلى بيت الله الحرام بعد الفتنة في سنة ثمان وثمان مائة وجاور في السنة الدّاخلة وهي سنة تسع مجرّداً كالمجاورة المتقدمة في سنة ثمان وثمانين وتصدى فيها لأشغال الطلبة بالمسجد الحرام في الأصول.

وكان ذلك بإشارة العلامة الحافظ عالم الحجاز القاضي جمال الدين ابن ظهيرة -رحمه الله- وقد أشرنا إلى ذلك في ترجمة المذكور في المحمّدين كما تقدم -فقُرئ عليه مختصر ابن الحاجب والمنهاج للبيضاوي وجمع الجوامع للقاضي تاج الدين السّبكي.

وسأله بعض الفضلاء ممن حضر عليه ذلك أو قرأه أن يكتب له شرحاً على جمع الجوامع فشرع في كتابة شرحه الذي ذكرناه وهو شرح بديع، وأخذ من شرح الزركشي عليه وأشار إلى أوهامه.

وكتب بخطه تلك السنّة من مصنفات الشيخ العلامة الولي الجليل أبي

<<  <   >  >>