السماحة جمال الدين بن عبد الله بن أسعد اليافعي -رحمه الله تعالى- وكان ذلك بإشارة الشيخ الصالح الكبير أبي الصفا خليل الأذرعي ثم الدمشقي أحد الصلحاء الكبار الأخيار من أعيان أصحاب الشيخ الزاهد الكبير العالم أبي بكر الموصلي.
وهذا الشيخ كان الوالد حين وجوده قبل الفتنة يلازمه وبشّره بأمور، قال لي بعض أولاده: إنّ من جملة ما بشر به الوالد أنه قال له ما تموت حتى تجمع بين علم الظاهر والباطن، فكان الوالد والله كذلك فلقد كان له الحظ الوافر في علم القوم ومحبّتهم وله منهم القبول التام.
واجتمع في تلك السنة بمكة جماعة من الأولياء منهم سيدي الشيخ إبراهيم الحنبلي وغيره وطلب منه ومن غيره من السادات الدعاء له بأن الله يرزقه ولداً ذكراً عالماً صالحاً فبشّر بذلك، حتى قال له الوليّ المذكور في تلك السنة: انذر إن جاءك ولد ذكر تسميه محمداً، قال: نعم، قال الوالد فقلت له: يا سيدي قد عرّضت لي بحصول ذلك فأشتهي أن تصرح لي بالالتزام، قال الوالد: فاحمرّت عيناه وقال: التزمت لك على الله ولداً ذكراً وإن لم يأتك ولد ذكر فالعنّي، قال الوالد: فتيقنت ذلك وأفهمني حصوله الأخ في الله الشيخ نجم الدين المرجاني وقال: حصل الولد إن شاء الله، فقال الوالد: لعل الولد خلق بعد فإني لما سافرت من دمشق واقعت أهلي عقب الظهر فيكون الله قد أطلعه على صورته -كما وقفت على ذلك كله بخطه في مجموع له- ثم سافر من مكة إلى الطائف من أعمال مكة وزار فيها قبر سيدنا عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- وتوسل به في حصول ذلك أيضاً وطلبني هناك من الله تعالى، وقد ولدت أنا عقيب هذه المجاورة في ليلة الثلاثاء سادس عشر من رمضان المعظم وذلك سنة إحدى عشرة وثمان مائة ولم يأته عقيب هذه المجاورة غيري، فأسأل الله تعالى خاتمة الخير في عافية لي ولإخواني ولمن قرأت عليه أو انتفع علي ولجميع المسلمين آمين بجاه سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وإخوانه من النبيين والمرسلين.
ثم إنه رجع من تلك المجاورة إلى دمشق ولازم الإشغال والتصنيف