وهو القاضي نور الدين إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الخلّال الأسنائي قال: دخلت للشيخ فأعطاني كراريس لأنسخها، وكان في الكراريس ورقة فرفعها هو من الورق فأردت أن آخذها لأنظرها فقال: هذه مما تتعلق بك فألححت عليه أسأله, فقال لي: رأيت في النوم كأني جالس في مكان وكأني أشغل وأنا أتكلم فقال لي رجل جالس إلى جانبي: اشتقنا إليك يا فلان، فسألت جليسي من هذا؟ فقال لي: هذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في منام له ذكره فكأنه بسبب ذلك استشعر الموت وقرب أجله والله تعالى أعلم.
قال تلميذه العلامة سراج الدين ابن الملقن في طبقاته: هو شيخ الشافعية ومفتيهم ومصنفهم ومدرسهم ذو الفنون، ومات فجأة ليلة الأحد ثامن عشر جمادى الأولى سنة اثنين وسبعين وسبع مائة، وكانت جنازته مشهورة، وتقضّى بالحسينية بالجامع الطولوني وحكم بالقاهرة، وتولى وكالة بيت المال وحسبة القاهرة ومن شعره ما أنشدنيه بعض طلبته -أقول للركب- الأبيات المتقدمة. انتهى.
ذكر ما رثي به من الشعر:
قال الحافظ زين الدين: وقد رثاه جماعة من الأئمة من أصدقائه وطلبته فمما رثاه به جامع هذه الترجمة عبد الرحيم بن الحسين:
تنكّرت الدّنيا فلست أَخَالُها ... لفقدكم إلا تداني زوالها
وأيامنا اسودّت وكانت بقربكم ... ليالي الوفا بيضاً بريقاً صقالها