وحضرت عنده إذ ذاك وقرأت عليه في المنهاج وذلك في سنة اثنين وثلاثين، ثم حضرت عليه في بقيّة الكتب.
وكان حسن التّقرير والأداء بحيث البليد يفهمها بقوله ويرجع إلى العلم، وحضر عنده غالب الفضلاء، ولما فرغ من ذلك أذن لي ولجماعة بالإفتاء.
وكان ضعيف البصر يطالع له بعض أصحابه ثم تزايد به حتى أضرّ قبيل وفاته.
ولما عمّر الأمير محمد بن منجك المسجد المشهور بمسجد القصب حضر فيه الشيخ محيي الدين ودرّس فيه من التفسير في قوله تعالى:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ} الآية.
وحضر عنده قاضي الشام يومئذ العلامة شهاب الدين الأموي وغيره من فضلاء دمشق، وكان درساً حافلًا حضرته معه ووقع لي مع كل منهما بحث، ولما حضرت بعد ذلك بجامع دمشق وأشغلت الطلبة فرح بذلك، وكان يحضُّ جماعته وولده ومن يقرأ عليه على القراءة عليَّ وملازمتي.
وحضر عندي هو والشيخ تقي الدين اللوبياني في الكلاسة لما درّست بها في ذي القعدة سنة خمس وثلاثين، وحضرا بعد ذلك أيضاً.
وانقطع بمنزله مقتصراً على تدريس الشامية الكبرى والجامع النّاصري الذي تقدم ذكره وهو الجامع الذي أنشأه الأمير ناصر الدين محمّد بن منجك بمسجد القصب وجاء في غاية الحسن وهو في محله لكثرة جماعة ذلك المكان، وكان المسجد أولًا في غاية ما يكون من الضيق ويحصل للناس بالجمعة فيه شدّة، فأنشأه جامعاً كبيراً حسناً -تقتل الله منه ذلك.
وتمّ الشيخ على ما ذكرناه ويباشر الحكم بالعادلية إلى آخر وقت ولم يحمد في ذلك.
وكان كثير التلاوة للقرآن عن ظهر القلب يقرأه قراءة تجويد بأداء حسن ويقرئ في الجامع المذكور يوم الاثنين والخميس لبعض الطلبة إلى أن ضعف بالقولنج وتغير مزاجه وعوفي منه ثم نقض عليه وانقطع بسببه أياماً