(٢) رواه مسلم في صلاة المسافرين، باب صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعائه بالليل. وانظر صحيح مسلم بشرح النووي جـ٦ ص٥٩. (٣) كما في قول الله عز وجل {قل كل من عند الله} [النساء: ٧٨] ، أي أنه عز وجل هو الخالق للحسنة والسيئة ومقدر وجودها، أما من ناحية نسبة كل منهما إلى من أرشد إليها ودل عليها فالأمر يختلف، فإن الله عز وجل قال: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أصابك من سيئة فمن نفسك} [النساء: ٧٩] ، أي أن الله عز وجل هو الذي هداك وأرشدك ووفقك للحسنة تفضلاً منه ومنة، أما السيئة فإن نفسك هي التي ساقتك إليها وهواك هو الذي دفعك إليها.. ومن الأمثلة الكثيرة من الآيات التي تبين نسبة الخير إلى الله دون الشر بالإضافة إلى ما ذكر نختار هذه الآيات: ١-قوله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم} [الفاتحة: ٧] . ٢-قوله تعالى: {زُيِّن للناس حب الشهوات} [آل عمران: ١٤] ، وفيما يمتدح قال: {ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم} [الحجرات: ٧] . = = ٣-قوله تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} [الشورى: ٣٠] . ٤-قوله تعالى: {أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها} مع قوله: {وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك} [الكهف: ٧٩، ٨٢] .
٥-قوله تعالى: {الذي خلقني فهو يهدين *والذي هو يطعمني ويسقين *وإذا مرضت فهو يشفين} [الشعراء: ٧٨-٨٠] . ٦-قوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذي اصطفيناه من عبادنا} ، وقوله {وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب} ، وقوله: {فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى} [فاطر: ٣٢، الشورى: ١٤، الأعراف: ١٦٩] . ٧-قوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق *من شر ما خلق} [الفلق ١، ٢] . فنسب الشر للمخلوق ولم يقل من الشر الذي خلق.. وانظر كلام ابن القيم في التفسير القيم -سورة الفلق -.