بَخَعَ يَبْخَعُ بَخْعًا وَبُخُوعًا أَهْلَكَ مِنْ شَدَّةِ الْوَجْدِ وَأَصْلُهُ الْجَهْدُ قَالَهُ الْأَخْفَشُ وَالْفَرَّاءُ.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ ذَكَرَتْ عُمَرَ فَقَالَتْ: بَخَعَ الْأَرْضَ أَيْ جَهَدَهَا حَتَّى أَخَذَ مَا فِيهَا مِنْ أَمْوَالِ الْمُلُوكِ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: بَخَعَ الْأَرْضَ بِالزِّرَاعَةِ جَعَلَهَا ضَعِيفَةً بِسَبَبِ مُتَابَعَةِ الْحِرَاثَةِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: بَخَعَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ قَتَلَهَا مِنْ شَدَّةِ وَجْدِهِ. وَأَنْشَدَ قَوْلَ الْفَرَزْدَقِ:
أَلَا أَيُّهَذَا الْبَاخِعُ الْوَجْدَ نَفْسَهُ ... لِشَيْءٍ نَحَتْهُ عَنْ يَدَيْهِ الْمَقَادِيرُ
أَيْ نَحَّتْهُ بِشَدِّ الْحَاءِ فَخُفِّفَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: كَانَ ذُو الرُّمَّةِ يَنْشُدُ الْوَجْدُ بِالرَّفْعِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: إِنَّمَا هُوَ الْوَجْدَ بِالْفَتْحِ انْتَهَى. فَيَكُونُ نَصْبُهُ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ مِنْ أَجْلِهِ. جَرَزَتِ الْأَرْضُ بِقَحْطٍ أَوْ جَرَادٍ أَوْ نَحْوِهِ: ذَهَبَ نَبَاتُهَا وَبَقِيَتْ لَا شَيْءَ فِيهَا وَأَرْضُونَ أَجْرَازٌ، وَيُقَالُ:
سَنَةٌ جُرْزٌ وَسُنُونَ أَجْرَازٌ لَا مَطَرَ فِيهَا، وَجُرُزُ الْأَرْضِ الْجَرَادُ أَكَلَ مَا فِيهَا، وَامْرَأَةٌ جَرُوزٌ أَيْ أَكُولٌ. قَالَ الشَّاعِرُ:
إِنَّ الْعَجُوزَ خَبَّةٌ جُرُوزَا ... تَأْكُلُ كُلَّ لَيْلَةٍ قَفِيزَا
الْكَهْفُ النَّقْبُ الْمُتَّسِعُ فِي الْجَبَلِ فَإِنْ لَمْ يَكُ وَاسِعًا فَهُوَ غَارٌ. وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ. حَكَى اللُّغَوِيُّونَ أَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ الْغَارِ فِي الْجَبَلِ. الرَّقِيمُ: فَعِيلُ مِنْ رَقَمَ إِمَّا بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَإِمَّا بِمَعْنَى فَاعِلٍ، وَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ الِاخْتِلَافُ فِي الْمُرَادِ بِهِ عَنِ الْمُفَسِّرِينَ. فَأَمَّا قَوْلُ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ:
وَلَيْسَ بِهَا إِلَّا الرَّقِيمُ مُجَاوِرًا ... وَصَيْدَهُمْ وَالْقَوْمُ فِي الْكَهْفِ هُمَّدُ
فَعُنِيَ بِهِ كَلْبُهُمْ. أَحْصَى الشَّيْءَ حَفِظَهُ وَضَبَطَهُ. الشَّطَطُ: الْجَوْرُ وَتَعَدِّي الْحَدَّ وَالْغُلُوَّ. وَقَالَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute