للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صنم هذيل على ثلاثة أميال من مكة في شهر رمضان سنة ثمان.

قال عمرو: فانتهيت إليه وعنده السادن، فقال: ما تريد؟ فقلت أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهدمه، قال: لا تقدر على ذلك. قلت: لم؟ قال: تمنع، فقلت: ويحك، وهل يسمع أو يبصر؟ قال: فدنوت منه فكسرته, ثم قلت للسادن: كيف رأيت؟ قال: أسلمت لله.


قال السهيلي: وكان بدء عبادتها في عهد مهلائيل بن قينان قبل نوح، وهي الجاهلية الأولى في أحد القولين، وفي البخاري عن ابن عباس: صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح، في العرب بعد، وهي أسماء قوم صالحين، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا في مجالسهم التي كانوا يجلسونها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا، فلم تعبد حتى هلك أولئك، ونسخ العلم، عبدت. "صنم هذيل" بضم الهاء وفتح الذال المعجمة وسكون التحتية وباللام ابن مدركة بن إلياس بن مضر، روي عن ابن عباس: أن الطوفان دفنه، فأخرجه إبليس فعبد وصار لهذيل، وحج إليه.
وذكر ابن إسحاق: أنهم أول من اتخذه برهاط بضم الراء قرية جامعة بساحل البحر، "على ثلاثة أميال من مكة في شهر رمضان سنة ثمان" بعد سرية خالد على مفاد التعبير بثم، ولم نر خصوص يوم خروجه، ولا عدة من خرج معه.
"قال عمرو" بن العاصي "فانتهيت إليه وعنده السادن، فقال: ما تريد؟ فقلت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهدمه، قال: لا تقدر على ذلك. فقلت: لم؟ قال: تمنع. فقلت" زاد ابن سعد وغيره حتى الآن أنت على الباطل، "ويحك وهل يسمع أو يبصر" حتى يمنعني، "قال: فدنوت منه فكسرته" زاد ابن سعد وغيره وأمرت أصحابي فهدموا بيت خزانته، فلم نجد فيه شيئا، "ثم قلت للسادن: كيف رأيت؟ قال: أسلمت لله،" فهداه رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>