"وقدم عليه -صلى الله عليه وسلم- ضمام" بمعجمة مكسورة وخفة الميم الأولى المفتوحة, "ابن ثعلبة" بفتح المثلثة والموحدة بينهما عين ساكنة ولام, السعدي، قال البغوي: كان يسكن الكوفة "بعثه بنو سعد بن بكر" قومه ليجيب عمَّا أرسل به المصطفى لهم، ويبصر فيما جاء به -عليه الصلاة والسلام, في سنة تسع على الصواب، وبه جزم ابن إسحاق، وأبو عبيدة وغيرهما، خلافًا لما زعم الواقدي أنه سنة خمس، كما أفاده الحافظ، ولم يقل وفد لانفراده, لا يعد وافدًا عرفًا، وإن عُدَّ لغة، بل حقه أن يقال له يريد؛ لأنه بمنزلة من يرسله الملك في مصلحة ليأتيه بالخبر، وادَّعى ابن بطال وعياض وابن العربي وغيرهم: أن ضمامًا هو المرد بقول طلحة بن عبيد الله: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أهل نجد، ثائر الرأس، نسمع دوي صوته، ولا نفقه ما يقول, حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال -صلى الله عليه وسلم: "خمس صلوات في اليوم والليلة"، فقال: هل عليَّ غيرها؟ قال: "لا، إلّا أن تطوّع"، قال: "وصيام رمضان"، قال: هل عليَّ غيره؟ قال: "لا، إلّا أن تطوَّع" وذكر له الزكاة"، فقال: هل عليَّ غيرها؟ قال: "لا, إلا أن تطوَّع"، قال: فأدبر الرجل، وهو يقول: والله لا أزيد على هذا، ولا أنقص، قال -صلى الله عليه وسلم: "أفلح إن صدق". رواه الشيخان من طريق مالك عن عمه، عن أبيه، عن طلحة. وقال القرطبي في المفهم: وتبعه شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، الظاهر أنه غيره لاختلاف السياقين، وهو كما قال ذكره الحافظ في المقدمة. وقال في الفتح: جزم ابن بطال وآخرون بأنه ضمام، والحامل لهم على ذلك إيراد مسلم قصته عقب حديث طلحة، وإنَّ في كلٍّ منهما أنه بدويّ، وأن كلًّا منهما قال في آخر حديثه: لا أزيد على هذا، ولا أنقص، لكن تعقَّبه القرطبي بأن سياقهما مختلف، وأسئلتهما متباينة، قال: ودعوى أنها قصة واحدة دعوى فرط، وتكلف شطط من غير ضرورة. انتهى المراد منه. "روى البخاري"، وكذا مسلم "من حديث أنس بن مالك، قال: بينا" بلا ميم, وفي رواية بينما بالميم، "نحن جلوس مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد" النبوي، "دخل رجل" جواب بينا, وللأصيلي: إذ دخل، لكنَّ الأصمعي لا يستفصح إذ وإذا في جواب بينا, "على جملٍ فأناخه في المسجد، ثم عقله" بتخفيف القاف, أي: شدَّ على ساقه بعد أن ثنى ركبتيه حبلًا، واستنبط منه ابن بطال وغيره، طهارة أبوال الإبل وأرواثها؛ إذ لا يؤمن منه ذلك في المسجد، ولم ينكره -صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ: ودلالته غير واضحة، وإنما فيه مجرد احتمال، ويدفعه رواية أبي نعيم: أقبل