للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الوفد السادس: وفد وطئ]

وقدم عليه -صلى الله عليه وسلم- وفد طيء، وفيهم زيد الخيل


"الوفد السادس":
"وقدم عليه -صلى الله عليه وسلم- وفد وطيء" بفتح المهملة وشد التحتانية المكسورة، بعدها همزة- ابن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهل بن سبا، يقال: كان اسمه جلهمة، فسمي طيئًا، لأنه أوّل من طوى بئرًا، ويقال: أوَّل من طوى المناهل، وكانوا خمسة عشر رجلًا، اقتصر المصنف على زيد، لتميزه بمناقب حسنة، فقال: "وفيهم زيد الخيل" بن مهلهل بن زيد بن منهب بن عبد الطائي، وفد في قومه سنة تسع، كما في السير، هذا يرد على ما في النور؛ أن زيدًا كان من المؤلَّفة؛ لأن المؤلفة من أعطي من غنائم حنين، وكان ذلك سنة ثمان، وقد تقدَّم أن الحافظ نقله في سردهم عن التلقيح لابن الجوزي، وأن الشامي توقف فيه بأنه لم يره في نسختين من التلقيح، ويقوَّي ذلك ما في الروض من رواية أبي علي البغدادي: قدم وفد طيء، فعقلوا رواحلهم بفناء المسجد، ودخلوا، وجلسوا قريبًا من النبي -صلى الله عليه وسلم، حيث يسمعون صوته، فلمّا نظر -عليه السلام- إليهم، قال: "إني خير لكم من العزى، ومن الجمل الأسود الذي تعبدون من دون الله، ومما حازت مناع من كل ضار غير نفاع"، فقام زيد الخيل، وكان من أعظمهم خلقًا وأحسنهم وجهًا وشعرًا، وكان يركب الفرس العظيم الطويل، فتخط رجاله في الأرض كأنه حمار، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يعرفه: "الحمد لله الذي أتى بك من حزنك وسهلك، وسهّل قلبك للإيمان"، ثم قبض على يده، فقال: "من أنت"؟ فقال: أنا زيد الخيل بن مهلهل، أنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك عبد الله ورسوله، فقال له: "بل أنت زيد الخير، ما خبرت عن رجل قط شيئًا إلّا رأيته دون ما خرت عنه غيرك"، فبايعه وحسن إسلامه أ. هـ.
فعلى تقدير ثبوت كونه من المؤلَّفة، فيحتمل أنه نطق بالإسلام وفي قلبه شيء، ثم حسن

<<  <  ج: ص:  >  >>